بينما السياسيون عند سجالاتهم التي لا تنتج رئيسا، يقف اللبنانيون عند رواتبهم عسى ان تطعمهم خبزا.
فبعد جدل حول تأخر نشر الموازنة في الجريدة الرسمية، تم نشرها اليوم على الموقع الالكتروني وباتت نافذة من الخامس عشر من الشهر الجاري، ما طمأن الموظفين على ان الزيادة على رواتبهم باتت واقعا ابتداء من الشهر المقبل، اما سبب عدم نشر الموازنة في الموعد المحدد فلفقدان الورق .
ويأتي من يريد الكتابة على اوراق الوطن السياسية المهترئة معارك دينكشوتية،بدل الذهاب الى لغة جامعة لانقاذ البلد الذي لا ورق داخل مؤسساته الرسمية، اما عملته فباتت ورقا لا قيمة له امام تغول الدولار المرفوع على اكتاف سياسات وقرارات ارتجالية متخبطة – ان حسنت النوايا، وخطيرة ان تمعن الناظر باصل الحكاية. وابشع الحكايا: الكهرباء المفقودة بقرار اميركي .
على خطها محاولة جديدة للاختراق، تمثلت باطلاق مناقصة عمومية لشراء المحروقات لمصلحة كهرباء لبنان، تجريها المديرية العامة للنفط بالتنسيق مع هيئة الشراء العام في ادارة الكهرباء. وان تأجل فض عروضها اليوم لاكمال مستندات بعض الشركات، فان الامل بتأمين الكفالة المالية المطلوبة من الدولة للسير بعملية الشراء.
اقليميا باع الرئيس الاميركي جو بايدن كل وعوده الانتخابية في بازار النفط السعودي، وحصن ولي العهد محمد بن سلمان قانونيا ودبلوماسيا من اي ملاحقة قضائية بقضية قتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، في دليل على ان الحرية وحقوق الانسان كتمثال من تمر متى شاؤوا عبدوه ومتى جاعوا اكلوه.
اميركا هذه نفسها تفرض عقوبات على وسائل اعلام وشخصيات صحفية ايرانية بينها رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني “السيد بيمان جبلي”، وتغذي الاحتجاجات واعمال العنف والعمليات الارهابية ضمن حملة مبرمجة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وامنها القومي، متذرعة بدعم حرية الرأي والتعبير.
ذرائع زائفة رأت فيها المجموعة اللبنانية للاعلام – قناة المنار واذاعة النور – انتهاكا سافرا لمبادئ وشرعة حقوق الإنسان، وتدخلا في قضايا ذات شأن سيادي داخلي، معلنة تضامنها ووقوفها الى جانب الزملاء الاعلاميين ممن طالتهم هذه العقوبات.