في ليلةِ الميلادِ المجيد، يجدُ العالمُ نفسَه امامَ مفترقٍ خطير، حيثُ لهيبُ الحروبِ والازماتِ يهددُ كلَّ ميادينِ الحياة، ما لم يَعُد اهلُ الارضِ الى تعاليمِ السماء..
وبلغةِ الاملِ المنبعثةِ من المناسبةِ المباركةِ يستشفعُ اللبنانيون بالسيدِ المسيحِ ابنِ مريمَ عليهما السلامُ لانْ تَحِلَّ الرأفةُ في قلوبِ المسؤولين، والحكمةُ في عقولِهم، فيَلتفتوا الى اهلِهم وبلدِهم. واُولى الاشاراتِ الضروريةِ مَلءُ الفراغِ في رئاسةِ الجمهورية، لما له من تأثيرٍ على كلِّ متفرعاتِ الازمةِ اللبنانية..
فمهما دارت الظروفُ فلا اولويةَ سوى انتخابِ الرئيسِ كما قالَ البطريركُ الماروني بشارة الراعي في رسالةِ الميلاد، امّا ما تقولُهُ الوقائعُ السياسيةُ فإن كثيرينَ من المعنيينَ ينتظرونَ الاشاراتِ الخارجية، واِنَ المساعيَ الجديةَ معلقةٌ الى ما بعدَ عطلةِ الاعياد، فيما اعادَ لقاءُ الامسِ بينَ رئيسِ الحزبِ التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيسِ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل خطوطَ التواصلِ بينَ الحزبين، دونَ ان يصلَ رئاسياً الى الحديثِ بالاسماء، فيما تمَ رسمٌ لمعالمِ الصفاتِ التي يريدُها الطرفانِ من الرئيسِ العتيد..
امّا في مهدِ السيدِ المسيحِ عليهِ السلامُ وعلى اطرافِها فانَ الميلادَ مفعمٌ بالرجاءِ الذي تَكتبُه كلُّ يومٍ دماءُ الشهداءِ والقرابينُ الفلسطينيةُ على مذبحِ النجاةِ والحريةِ من عدوٍ تزدادُ ازمتُه يوماً بعدَ يوم، حتى باتَ محاصراً من هبةٍ فلسطينيةٍ تتراكمُ معالمُها، ومن ازمةٍ داخليةٍ تتفاقمُ تداعياتُها مع الحكومةِ اليمينيةِ الجديدة … الا انَ العداءَ للفلسطينيينَ ولكلِّ التباشيرِ السماويةِ لا يفرّقُ بينَ حكومةٍ واخرى صهيونية، فالتضييقُ على المصلينَ في بيتَ لحم وعلى مُحيِي ليلةِ الميلادِ تتجددُ كما كلِّ عامٍ وسطَ اجراءاتٍ تعسفيةٍ اضافية..