في زمن الخسائر والازمات، والحاجة الى كلمة سواء، خسر لبنان إحدى قاماته الوطنية النادرة انسانيا ونضاليا وتشريعيا – كما نعاه الرئيس نبيه بري. انه رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، الذي ترجل عن عقود من النضال والمقاومة، منذ حركة المحرومين وانطلاقتها زمن الامام السيد موسى الصدر، الى رئاسة مجلس النواب وما انتجه من اتفاق الطائف في الزمن الصعب.
السيد حسين الحسيني – السياسي الهادئ والمثقف الرزين، الذي يحالف بجد ويخاصم بشرف، دخل السياسة من منطقة الحرمان المزمن – اي البقاع، وتخرج من المدرسة الوطنية العليا – اي مدرسة الامام السيد موسى الصدر، فأتم سني كفاحه حتى اسلم الروح عن ستة وثمانين عاما، على ان يعود غدا الى بلدته شمسطار في تشييع رسمي وشعبي عند الواحدة ظهرا ..
في صورة نعيه حضر الوطن على اختلاف الوانه، وعبرت من خنادق السياسة الى ساحة العزاء كل اطياف الخلاف والاختلاف، واجمعوا على الخسارة الوطنية الكبرى برحيل ” ابو اتفاق الطائف “..
وحدادا تم ترحيل الجلسة النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية من الغد الى الخميس المقبل، وتم تنكيس الاعلام على الادارات العامة والمقرات والسفارات لثلاثة ايام الحداد ..
اما السجالات السياسية فلن تعرف حدادا ولا حدودا للاجتهادات وتقاذف المسؤوليات ، لا سيما في قضية الكهرباء، التي تمددت خطوطها لتحتك على ابواب مجلس الوزراء، حيث وزع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على وزرائه جدول اعمال لجلسة حكومية لم يحدد موعدها ، لكنه المح الى بداية الاسبوع المقبل، معللا بالا امكانية لإعطاء سلفة لكهرباء لبنان إلا بمرسوم من مجلس الوزراء، وانه لن يسأل من يمكن أن يحضر الجلسة أو يتغيب عنها ، وليتحمل جميع الوزراء مسؤولياتهم – كما قال .
في الولايات المتحدة الاميركية استنفر المسؤولون لمواجهة عطل غامض عطل الرحلات الجوية لساعات، فيما تعطل البريد البريطاني بسبب عطل سيبراني ايضا، اما البريد الروسي الساخن فبعث رسائل نارية من “سوليدار” الاوكرانية أربكت النيتو وحلفاءها.