حتى ال”فرح” المناخية في لبنان قاسية، لكنها بلا ادنى شك أرحم من قسوة اهل السياسة وحكام المال وتجار الازمات..
فالمنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة اوصل العاصفة فرح الى اعالي جبال لبنان، لتأخذ بالانحدار مكللة مساحات شاسعة بالثلوج، وأمطار غزيرة على كامل السواحل والسهول..
ومع الخير الوفير الذي تحمله فرح بعد انحباس الامطار الطويل، الا انها تحمل من البرد ما يثقل كاهل اهل الجبال بتكلفة التدفئة، وكاهل اهل السواحل بالمواصلات..
لكن بياض ثلجها لا صلة له بواقع السياسة التي لم يذب جليدها ولم يبن مرجها، وان رفعت من حرارتها بعض التصريحات ومشاريع المبادرات..
في عين التينة حط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، محاولا اختراق بعض الحواجز السياسية والنفسية من اجل الوصول الى توافق يعطي املا بانتخاب رئيس كما قال، لعدم قدرة البلاد واهلها على البقاء بهذه الدوامة. وما لم يقله جنبلاط من منبر عين التينة، قاله وفده من منبر بكركي، بان اسماء متداولة واول ترتيبها قائد الجيش بحسب الوفد الاشتراكي الذي لم ير صعوبة بتعديل الدستور لصالح العماد جوزيف عون متى اتفق ثلثا المجلس..
في مجالس اللبنانيين لا شيء يعلو على هاجس الدولار المعلق على قرارات المجلس المركزي لمصرف لبنان والتي لم يظهر كامل تداعياتها الى الآن، فيما بدا في السراي الحكومي ان أوان الجلسة الوزارية قد حان، وان عنوانها تربوي كما قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، لكن مفاعيلها السياسية ستكون مكهربة بحسب الرافضين لكل عناوين الاجتماع ..
في عنوان ايراني جامع افتتحت الجمهورية الاسلامية عشرة الفجر بزيارة الامام السيد علي الخامنئي وكبار رجالات الدولة الى ضريح الامام الخميني قدس سره، وفي اسرار هذه الايام، قوة ايرانية تجسد عظمة ما حققته الثورة التي بلغت من العمر اربعة واربعين عاما، وباتت أكثر اقتدارا رغما عن كل الحاقدين والمحاصرين والمتربصين..