في زمن الزلزال الطبيعي وما أحدثه من مآس في سوريا وتركيا، نجا لبنان من كارثة حقيقية مع اصرار البعض على وضعه على فالق الفتن في المنطقة، فقد هزت قضية اختطاف الشيخ أحمد الرفاعي البلد، فسارع البعض من تجار الدم الى النبش وتحريك الغرائز المذهبية لتحويل الجريمة الى زلزال وطني.
حفلات من الكذب والافتراءات على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الاعلام، ورقص على الدم من قبل حفنة من المأجورين الذين يقبضون على القطعة ثمن بث سمومهم، ولو على حساب مصلحة وطن، هؤلاء الذين لا تحركهم غيرة على شعب تضرب به الهزات المعيشية والاقتصادية ليل نهار. فحمى الله لبنان، ولعن الله موقدي الفتن ومحركيها.
في بغداد اخيرا حرك الزلزال البرلمانات العربية بعد طول سبات، فحطت عدة طائرات في مطار دمشق الدولي تحمل رؤساء وأعضاء وفود شاركوا في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة العراقية، الرئيس بشار الاسد استقبل الوفود مؤكدا أن الزيارة تعني الكثير بالنسبة للشعب السوري لانها تعطي مؤشرا على وقوف اشقائه العرب الى جانبه وذلك قبل أن يضمهم مجلس الشعب السوري في جلسة برلمانية عربية تضامنا مع سوريا في وجه الحصار ومحنة الزلزال. المناسبة كانت فرصة لنقل تحيات الشعوب العربية الى سوريا التي صمدت في وجه عدوان عالمي، والكلمات أكدت على ضرورة رفع العقوبات عن دمشق وعودة الجميع الى البيت العربي السوري، فماذا بعد خطوة البرلمانات العربية، هل تليها خطوات اضافية، أم تطوقها الحكومات بأوامر أميركية؟
بأوامر أميركية عقدت قمة العقبة في سبيل حصار المقاومة في فلسطين عامة وفي الضفة خاصة، الا ان رسالة الرد كانت متزامنة مع اللقاء في الاردن، فمن قلب نابلس خرج مقاوم واطلق رصاصاته من مسافة صفر على اثنين من المستوطنين احدهما جندي سابق في البحرية لتثير العملية بحرا من الترحيب الفلسطيني، وسيلا من ردود الفعل الصهيونية التي تتحسر على نعمة الامن المفقود.