بلا أسقف بات جنون الدولار، وبلا أفق اصبحت الفذلكات المالية ومحاولات الترويض الحكومية. اقفلت كل الحلول الاقتصادية، ولا سبيل الا بفتح ابواب الحوار السياسي لاستنقاذ ما تبقى من البلاد ورحمة بالعباد.
فالحلول سياسية بامتياز، واول مفاتيحها انتخاب رئيس للجمهورية وما يعنيه وما يليه من انتظام لعمل المؤسسات.
وعلى قاعدة الانتظار يبقى عمل البعض، المنتظم في جوقة رفض تواصل الداخل وانتظار املاءات الخارج، رغم كل محاولات الاقناع بالدليل ان الحلول داخلية، وان وهم الارتباط بالخيارات الخارجية لن يوصل الى مكان.
والمكان الاصعب هو حيث المواطن الذي يكتوي بنيران الاسعار ويلتذع كل يوم بلهيب الدولار الذي سجل اليوم عشرين الف ليرة فوق المئة الف.
فوق الاسواق جالت اليوم وزارة الاقتصاد محاولة ضبط الاسعار المدولرة، رامية الازمة بالفروقات على الدولار الاسود ومن عليه ضبطه من جهات رسمية ووزارات معنية.
في الجهة الاوروبية خشية لدى المعنيين بالقراءات الاقتصادية من تدهور الامور بعد انذار البنك السويسري وتداعيات البنوك الاميركية المتعثرة. اما القارئون في الميدان الاوكراني فيخشون كثيرا من تداعيات تعثر كييف عسكريا وخسائرها الفادحة.
وبربح صاف في السياسة والاقتصاد قدر الرئيسان الروسي والصيني تجذر العلاقات بين بلديهما. وخلال الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينغ الى موسكو ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين كان التأكيد على استراتيجية التعاون في مختلف المجالات، وانفتاح روسي على مناقشة خطة السلام التي اقترحتها بكين لحل النزاع في أوكرانيا.
اما النزاع الذي لا حل له ويتعاظم ككرة ثلج، فهو بين الصهاينة الذين يشحذون اسلحتهم لاقتتال داخلي كما يجزم المراقبون المتخوفون ايضا من انفلات الامور في الضفة الغربية ان استمر تصعيد الاجراءات العبرية مع حلول شهر رمضان المبارك.