لن يُغطيَ دخانُ بضعِ قذائفَ اسرائيليةٍ في تلالِ كفرشوبا حقيقةَ احتلالِهم الجديدِ لبلدةِ الغجر، ولن يَستطيعوا باصواتِ قذائفِهم اَن يُغطُّوا على النوُاحِ والعويلِ بعدَ نكبتِهم في جنين ..
بل اِنَ رصاصاتِ قلقيليا التي طرقت باب ” بن غفير” و ” سموترتش” اليومَ اقوى من كلِّ قذائفِهم، ففي عُقرِ دارِ الوزيرينِ المتبجِّحَينِ في مستوطنة كدوميم نفذَ المقاومُ القسَّامِيُّ “احمد غيظان” عمليةً بطوليةً قتلَ خلالَها جندياً صهيونياً واصاب حارسَ امنِ المستوطنة، ما وَطَّنَ الرعبَ والارباكَ في انحاءِ الكيان، خاصةً وانَ العمليةَ في ساحةٍ جديدةٍ ، وانها اَتت بعدَ دعواتِ قادةِ المقاومةِ الفلسطينيةِ من على صهوةِ جنينَ الى توسيعِ ميدانِ العملياتِ نحوَ جميعِ المدنِ والمحافظات ..
وفي الجنوبِ اللبناني لن يحافظَ العدوُ على ما يريدُ من تكريسِ امرٍ واقعٍ جديدٍ في بلدةِ الغجرِ الحدودية، فهذا القسمُ الذي تعترفُ به الاممُ المتحدةُ كجزءٍ من الاراضي اللبنانيةِ لا نقاشَ فيه ولا نزاعَ حولَه كما قالَ حزبُ الله في بيانٍ له، أما ما اَقدمت عليه قواتُ الاحتلالِ من عزلِ البلدةِ عن محيطِها فأمرٌ خطيرٌ وليس مجردَ خرقٍ روتيني، داعياً الدولةَ بكافةِ مؤسساتِها وقواها السياسيةِ والأهليةِ الى التحركِ لمنعِ تثبيتِ هذا الاحتلالِ لجزءٍ من ارضِ الوطن ..
وفي الوطنِ المجزّأِ بينَ ازماتِه، تَصدَّرَ اليومَ مصرفُ لبنانَ معَ بيانِ نوابِ الحاكمِ الاربعةِ الذين دعَوا السلطةَ الى تعيينِ حاكمٍ اصيلٍ قبلَ نهايةِ حكمِ رياض سلامة نهايةَ الشهر – وإلا .
هذه الـ”وإلا” شرحَها نوابُ الحاكمِ لـ”رويترز” من اَنهم قد يَذهبونَ الى الاستقالةِ الجماعية. اما التعطيلُ الجماعيُ للدولةِ وكلِّ مؤسساتِها فقد رفضَه الرئيسُ نبيه بري، الذي اعتبرَ انَ الضروراتِ تُبيحُ المحظوراتِ في اطارِ حديثِه عن التعيينات. اما عينُ الازمة، اي الفراغُ الرئاسي، فانه متمددٌ، والبلدُ على قارعةِ انتظارِ الموفدِ الفرنسي جان ايف لودريان كما المحَ الرئيس بري، متوقعاً عودتَه الى بيروتَ في السادسَ عشرَ من الشهرِ الجاري بعدَ جولةٍ على دولِ المنطقةِ المهتمةِ بلبنان ..