لم تكن الاخبارُ والصورةُ الملتقطةُ في البرِّ اليومَ على قدرِ الامنيات، انما بقيت الانظارُ مشدودةً الى البحرِ حيثُ رَست الحفارةُ في البلوك تسعة . ففي وقتٍ طارت الجلسةُ التشريعيةُ في مجلسِ النوابِ وعلى جدولِ أعمالِها بنودٌ ملحةٌ كالصندوقِ السيادي، والكابيتال كونترول والطاقةِ البديلةِ لعدمِ اكتمالِ النصاب ، كانت تطيرُ مروحيةٌ من مطارِ بيروتَ الى منصةِ الحفرِ في رحلتِها الاولى ضمنَ الخطِّ اللوجستي الذي افتتحَه أمسِ وزيرُ الاشغالِ العامة.
حلقت الهيلوكبتر فوقَ المنصةِ قبلَ أن تهبطَ ايذاناً ببدءِ الخطواتِ العمليةِ في مسيرةِ استخراجِ ثروةِ لبنانَ البحرية ، فمتى تهبطُ الرؤسُ الحاميةُ الى الواقع ، وتقدّمُ مصلحةَ لبنانَ على مصالحِها الشخصية؟
فعلى عكسِ الامواجِ السياسيةِ المتلاطمةِ التي تقاذفت الجلسةَ التشريعيةَ الى امدٍ غيرِ محدد، كانَ حقلُ قانا هادئاً لا يعكّرُ صفوَه خلافاتٌ داخليةٌ ولا تحركاتٌ صهيونية.
واقعٌ بحريٌ جديدٌ يشعُ بالنورِ وسْطَ العتمة ، فكهرباءُ لبنانَ اختفت فجأةً لاربعٍ وعشرينَ ساعةً عن بيوتِ اللبنانيينَ والمرافقِ الحيوية ، وتوقفَ دخانُ معملَي دير عمار والزهراني بكبسةِ زرٍ من قبلِ الشركةِ المشغلة ، قبلَ أن يَظهرَ دخانُ الحلِّ الابيضُ بوعدٍ من رئاسةِ الحكومةِ يقضي بتحويلِ سبعةِ ملايينِ دولارٍ الى حساباتِ الشركة. تبريدٌ للازمةِ لا ينفي امكانيةَ تجددِها في أيِّ لحظة.
اما في المنطقةِ فالعملُ جارٍ لتبريدِ الازمات. اولُ زيارةٍ لوزيرِ خارجيةٍ ايرانيٍّ الى السعوديةِ منذُ عشرِ سنوات. حسين امير عبداللهيان يؤكدُ من الرياضِ انَ العلاقاتِ معَ السعوديةِ تشهدُ تقدماً وتسيرُ في الاتجاهِ الصحيح، كاشفاً انَ الرئيسَ الايرانيَ سيزورُ السعوديةَ قريبا.
اما في كيانِ الاحتلالِ فيبدو انَ كلَّ الجهودِ لم تُفلح في تبريدِ الازمةِ التي تعصفُ بالجيش. اجتماعٌ سريٌ جداً عُقد في الكنيست وضمَّ قادةً من الجيشِ ولجنةِ الشؤونِ الخارجيةِ والامن، عددُ المشاركين قُلِّصَ جداً خوفاً من تسريبِ المعلومات ، ووصولِها الى العدوِ بحسَبِ الاعلامِ الصهيوني.