وسط الحرب المستعرة في السياسة في التكليف والتاليف، اطلت من الجنوب رسالة قوة وتطمين عابرة لكل التوترات. العدو الذي يستغل انشغال اللبنانيين بهمومهم وشجونهم وازماتهم، لا يفلت من عين المقاومة الراصدة، وعيونه المسيرة التي تخرق اجواءنا خلسة لمهام تجسسية خطرة وقعت هذه المرة في شباك المقاومة الاسلامية، مع اسقاط طائرة درون بالوسائل المناسبة في خراج بلدة بليدة بعد خرق الأجواء اللبنانية داخل الخط الأزرق لمسافة 400 متر.
في السياسة تبتعد ازمة التاليف مسافات كبيرة عن الحلول المرجوة، وعما يقر عيون اللبنانيين بحكومة من مقاس المرحلة الراهنة وتحدياتها. واليوم تمددت ما وصفت بمعركة ”الثلث المعطل” من جبهة بعبدا – بيت الوسط الى بعبدا – عين التينة.
هذه المعركة التي إن انبأت بشيء فهو ان الحجم الداخلي للازمة الحكومية كبير، ويتمدد، وانه من ”عندياتنا” كما جاء في بيان صادر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عقدة التاليف، التي قابلتها بعبدا بنفي أن يكون رئيس الجمهورية متمسكا بالثلث المعطل.
في هذا المشهد، كأن البلد سقط في التجاذبات الى حد التمزق اشلاء، لا تجتمع على صحة بعد اليوم. ولكن السياسة اللبنانية – كما اعتاد اهلها – قلابة وجوه ومتعددة الامزجة، وهي لا بد ان تصل الى نقطة التقاء بعيدا من المؤثرات، في ظل تكثيف الاليزيه اتصالاتها بعد دونالد ترامب بوتيرة غير محددة النتائج بعد، تزامنا مع الاشارات التي حملها اليوم تصريح وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن عن العودة الى الاتفاق النووي مع ايران.
كورونيا، محاولة لانقاذ ما انجز في الاقفال العام حملته التوصية التي خرجت من اجتماعات اليوم بالتمديد عشرة ايام اضافية، ممهورة بطلب حثيث لممثلة منظمة الصحة العالمية في بيروت. اما الكلمة الفصل في هذا الاجراء فتبقى للمجلس الاعلى للدفاع.