بحبس الأنفاس، يدخل لبنان يوم الاثنين المقبل في مسار الخروج التدريجي من الإقفال العام، وأمامه عدد وفيات يزيد المحاذير من خطورة كورونا وانتشاره المتفاقم، مقابل الحاجة الملحة لوعي المواطن حفظا لانجازات أسابيع الإقفال.
هذا التحدي الذي يجمع النقيضين – الضرورة المعيشية والمخاطر الصحية – يشكل عبئا غير مجرب الى الان، وكأنه مغامرة لا بد منها للحفاظ على ما تبقى من عافية الوطن الممزق اقتصاديا، والمعطل سياسيا بانتظار المبادرات والاتصالات..
وفي السياق الحكومي ، قالت مصادر مواكبة لقناة “المنار” إن السعاة المحليين مستمرون في محاولة الدفع ايجابا نحو التأليف وتقريب وجهات النظر. وضمن هذا الخطاب جاء تاكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “الكرة تبقى في ملعب اللبنانيين أنفسهم حيث يبقى التشاور حول التأليف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الى أن يتوافقا”.
توافق وطني عابر للتحديات أرساه في مثل هذا اليوم، تفاهم مار مخايل بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في العام 2006 ، لتبقى العين على تجربة مديدة تواكب التطورات والمستجدات وتقدم نفسها – كما فعلت منذ البداية – نموذجا للتقارب الذي يدفع لحماية الداخل..
في الشان الخارجي، لا اختلاف على حقيقة النوايا الأميركية تجاه دول وحركات المنطقة، وما اختلاف الاسلوب بين ترامب وبايدن إلا لاعادة توضيب مرحلة متوترة اميركيا، الى أخرى أكثر تركيزا على انضاج ملفات ساخنة تصحيحا للمكاسب الاميركية..
وبهذه الخلفية يتعامل اليمنيون مع إعلان إدارة بايدن وقف دعم العمليات العسكرية السعودية ضدهم، فيؤكدون أن الأمور في الأفعال وليس الأقوال، وأن يمنهم الصامد قادر بكل عزم على مواصلة التصدي للعدوان، بما ملك من قدرات ذاتية وإرادة عالية على الصبر والمواجهة.