من يومِ القيامةِ في الشمالِ الى القعرِ الاستراتيجي في غزةَ والغلاف، عناوينُ يحاصرُ بها الصهاينةُ خبراءَ ومستوطنينَ حكومتَهم المتخبطةَ في قراراتِها وخياراتِها..
فنيرانُ الشمالِ التي اَحرقت كريات شمونة واَطفأت المطلة وافيفيم وميرون وغيرَها قد غَيّرت بوصلةَ ساكني تلكَ المستوطناتِ الذين وصلوا الى حدِّ المطالبةِ بالانفصالِ عن الكيانِ العبري، وتشكيلِ اقليمِ الجليلِ المستقلِّ كما قالَ رئيسُ بلديةِ المطلة دفيد ازولاي..
اما الاطلالةُ على قطاعِ غزةَ فتكشفُ عمقَ الازمةِ لدى هؤلاء، من رمالِ رفح المتحركةِ التي يتقدمُ اليها الجيشُ العبريُ بارتباك، الى اَحياءِ غزةَ المدينة التي يتساقطُ فيها الصهاينةُ قتلى وجرحى، الى جباليا التي عادَ اسمُها ضمنَ بياناتِ الجيشِ المتحدثِ عن عمليةٍ عسكريةٍ هناك.
ومن هناك تبقى الصواريخُ الفلسطينيةُ تدكُ بئرَ السبع وعسقلان، ويَعجِزُ الجيشُ وحكومتُه عن التبريرِ لمستوطنِيهم الذين أُشْبِعُوا خطاباتٍ عن الانتصارات، وعن القضاءِ على حماس..
فتل ابيب عالقةٌ بأكثرِ الاوضاعِ تعقيداً وسوءاً كما قالَ الرئيسُ السابقُ لشعبةِ العملياتِ في جيشِ الاحتلال يسرائيل زيف، وعمليةُ رفح ستُعمِّقُ الازمةَ وتَزيدُ الاثمانَ من الميدانِ الى العلاقةِ معَ الادارةِ الاميركيةِ وباقي الحلفاء..
بل اِنَ عملياتِ الجيشِ باتت مبعثرةً ولا تخضعُ لادارةٍ ولا الى توجيهٍ سياسي، بحسبِ ما رأى المحللُ العسكريُ روعي شارون، فلا احدَ يعرفُ ما هي الحلولُ ولا كيف سيعودُ الاسرى وكيف سننتصرُ ويتمُ القضاءُ على حماس – كما قال.
والقولُ يبقى للمجاهدين المقاومين على الارضِ وللصامدين فوقَ كلِّ التضحيات، الممتشقين ما تيسرَ من سلاحٍ يُرهبونَ به عدوَ اللهِ وعدوَّهُم، معتصمينَ بحبلِ اللهِ معَ جبهاتِ الاسنادِ التي تؤلمُ تل ابيب وتُضيِّقُ عليها الخِيارات، من جنوبِ لبنانَ الى العراقِ فَيَمَنِ الاحرارِ الذي سألَ معَ قائدِه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي اليومَ عن امةِ الملياري مسلم، وموقفِها من حربِ الابادةِ المستمرةِ على مدى الاشهرِ السبعة..
وتبقى اشهرَ الاصواتِ واقواها صدَى نُخبِ الجامعاتِ الهاتفةِ باسمِ مظلوميةِ غزةَ وشعبِها، من الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ الى كلِّ تفرعاتِها الاوروبية، تفضحُ الصهاينةَ وتُضيِّقُ على الحكوماتِ الغربيةِ الخيارات ..