لن يهدأ نبض الضفة.. سيحطم قيده، يجعل جسمه جسر العودة، وسيمسي وطني حرا وسيرحل محتلي – سيرحل من كامل ارضي المحتلة..
لن تبقى تلك كلمات انشودة جميلة في ذاكرة الاجيال، فقد رددها اسود جنين اليوم وفرسان طولكرم بالدم والعبوات والرصاص، وكتبوا مع نور شمس وطوباس صفحة جديدة من الصبر الجميل والبأس الشديد على طريق النصر القريب..
لم يكن للمحتل ما يريده في غزة، فظن انه سينتزع تعويضا في الضفة، وما عرف ان تلك الارض على ضفتيها وعموم قضيتها ليس فيها الا الرجال الرجال، الذين احتشدوا بما اوتوا من قوة، وانتفضوا ليواجهوا عملية عسكرية صهيونية على مخيماتهم ومدنهم، من قبل جيش مدجج بكل انواع العنف والارهاب المرعي والممول اميركيا، ما يؤكد من جديد لكل العالم ان هذا المجرم لا يريد الا لغة الحرب والموت والدمار..
لم يخف العدو مخططاته على مرأى ومسمع راعيه الاميركي وحلفائه بالمنطقة، فقال وزير خارجيته “اسرائيل كاتس” إن الهدف الحقيقي هو تنفيذ عمليات إجلاء مؤقت للفلسطينيين من مدينتي جنين وطولكرم، كما حصل في غزة، لكنه لن يحصل الا على ما لاقاه هناك، من مقاومة باسلة وصمود اهل الارض حتى كسر شوكة هذا المحتل وافشال مخططاته..
مجزرة وعدوان جديدان لم يكن لهما الا بيانات ادانة معهودة، اصطفت على حائط النفاق العالمي المتباكي على الشعب الفلسطيني، ولا من يقدم خطوة لردع هذا العدو، الا جبهات الاسناد التي اكملت واجبها دعما لغزة واهلها وفلسطين وقضيتها، لا سيما تلك التي تضرب المحتل بالشمال ..
الى شرق لبنان يوم كان الهدف قبل سنين سبع ضرب الوطن – كل الوطن – وعيشه المشترك بارهاب تكفيري زرعه الاميركي في خاصرة لبنان الشرقية،حيث البقاع الحبيب، فتصدى له اللبنانيون بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وتعاون الجيش السوري، وانتزعوا نصرا سيبقى مناسبة تاريخية كما وصفها حزب الله، الذي امل ان نستعيد معها مفهوم الوحدة الوطنية الحقيقية في أبهى صورها، ونتعلم منها أبلغ العبر وأعظم الدروس في مواجهة العدوان والاحتلال…