كل الطرق مقطعة في لبنان، السياسية منها والنقدية وحتى الاقتصادية والاجتماعية، وتلك الواقعة تحت غضب الناس. وحدها طريق الدولار مفتوحة صعودا متخطية كل الحواجز والاعتبارات، وفاتحة البلاد على أسوأ الاحتمالات.
فوق العشرة آلاف وخمسمئة ليرة وصل سعر صرف الدولار، فيما العين على سوق الصرافة السياسية أكثر منها على السوق السوداء. فما المستجد حتى ارتفع سعر الصرف الى هذا الحد ولا يزال؟، وهل المفترض من تعاميم الحاكم بأمر المال ايجاد الحلول، ام تعميم الفوضى النقدية وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية، وانعكاساتها في الشارع؟.
كل الشوارع تغلي والكل يتحسس الحريق، فلبنان بلغ حافة الانفجار، والظروف تزداد تعقيدا، بحسب رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، ولا حل الا بحكومة جديدة بحسب الرئيس دياب، الذي استحسن خيار الاعتكاف ان كان يشجع على تشكيلها. “فلا يمكن لحكومة عادية مواجهة الامور من دون توافق سياسي” كما قال، فكيف بحكومة تصريف الأعمال؟.. فما العمل إذا؟.
الحلول ما زالت ممكنة إن هدأت العقول والنفوس، والتفت الجميع الى أن فرصة الوقت تكاد تحتضر، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري اعاد تفعيل محركاته للعمل على التهدئة السياسية والميدانية، والمساعي تتفاعل للحد من الحريق، ومنعه من الوصول الى خطوط اللا عودة ..
في العراق وبخط وحدوي وانساني، كتب اللقاء التاريخي بين آية الله المرجع السيد علي السيستاني وبابا الفاتيكان فرنسيس الاول في النجف الاشرف، وفي أول مخطوطة من نوعها بين المرجعيتين الدينيتين الرفيعتين، تمت مقاربة سبل مواجهة الفقر والظلم والاضطهاد الديني والفكري والاجتماعي.
وأشار المرجع السيد السيستاني الى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من المآسي، وحث القوى العظمى ـ على “تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب”. فيما قدم البابا الشكر إلى السيد السيستاني، لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة.
ومن النجف الى “أور” التي ولدت من جديد على يد الحشد الشعبي ومهندسه الشهيد، وقف البابا فرنسيس في لقاء الأديان، داعيا الى الوحدة وناشدا السلام في الشرق الأوسط وبشكل خاص في سوريا المعذبة، كما قال..