يبدو ان المئة يوم غير كافية، ولم تعد تكفي مئات الايام، ولا كل النصائح والمشاورات ولا التمنيات ولا التحذيرات، فاللعبة باتت علنا ولا من يسمع اوجاع اللبنانيين، بل بات البعض يهوى الرقص على اجسادهم المنهكة وامعائهم الخاوية، ولا من يهتم ولا من يريد ان يغير في قاموسه حرفا..
وكلما اوهموا البلد هدوءا لايام، عادوا واشعلوه باللقاءات والتصريحات والبيانات، والبين ان مقطورات الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية، تسير على سكة واحدة، وجميعها مدفوعة نحو المجهول ..
اما ما بات معلوما فهو الحركات الفلوكلورية برفع اللوائح والاسماء، وتقاذف المسؤوليات والتراشق بالحقائب والارقام ..
الى الصفر اعاد اللقاء الثامن عشر في قصر بعبدا لعبة الارقام الحكومية، خرج بعده الرئيس المكلف سعد الحريري بسقف عال وحدة منبرية فاجأت رئاسة الجمهورية شكلا ومضمونا بحسب بيان رئاسي، وحولت الازمة الحكومية الى أزمة حكم ونظام، فيما الجميع محكوم بالعودة بعد ايام – ان بقي بلد ووطن – للاجتماع والحديث عن اجواء ايجابية، والخلفيات والنوايا على سلبيتها، والهم بعد كل لقاء من يلقي كرة النار في حضن من ..
الواقع محزن، والبعض يتعمد اعدام البلد على مشنقة الوقت، ظنا منهم انهم يعدمون خصومهم سياسيا، من دون التفكير حتى ببصيص حل يصبح ممكنا متى نظروا بعين اللبنانيين وأحسوا باوجاعهم، وخففوا عن أنفسهم وبلدهم اثقال بعض الخارج وخيباته. والحل بالعودة الى حسابات المنطق والواقع، لا الانفعال والتذاكي والتأويل والتبسيط – وحتى التسخيف في بعض الاحيان – لطروحات الحلول والمحاولات، والاقتناع ان البلد واهله لم يعد لهم حول ولا قوة ..
الاحوال اللبنانية حاضرة اليوم على الطاولة الاوروبية، واللافت السقف المرتفع فرنسيا على ابواب بروكسيل وما وازاه محليا، فهل يعول البعض لبنانيا على ما سيحمله الاجتماع الاوروبي من توصيات؟..
اقليميا يواصل السعودي تذاكيه السياسي بعد خيبته الميدانية، مقترحا من شديد اوجاعه ما اسماه مقترحا للحل، رد عليه اليمنيون بان اوْلى خطوات الحل وقف العدوان ورفع الحصار، مهما رفع اهل العدوان نداءات استغاثتهم، وداعموهم صرير تهديداتهم ..