IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار “المنار” المسائية ليوم السبت 27/03/2021

على طريق الحرير، قرر الإيرانيون والصينيون المسير معا، بعيدا عن الحديد الأميركي..

أحد أكبر اقتصادات العالم مع أحد أقوى اقتصاد صامد في التاريخ، التقيا عند المصالح المشتركة، بشراكة اقتصادية ضخمة، سترسم بلا أدنى شك تداعياتها على المنطقة والعالم .

قرر الصينيون والإيرانيون التطلع الى أبعد المدى، بمئات مليارات الدولارات ولعشرات السنين، بعيدا عن سني الرهان على أي متغير أميركي، فكانت أكبر عملية تحرر من السجن الإقتصادي الأميركي وأدواته، ما سيزعج واشنطن كثيرا ويزيد من ارتباك استراتيجيتها للمنطقة. أما الكثير من حكومات المنطقة، فما زالت رهينة الأميركي بدولاره واقتصاده وقواعد جيشه، وتقلب حكمه..

ما جرى اليوم في طهران، رسالة عالمية أكبر بكثير من حدود لبنان وأزماته، لكنها إشارة الى من يريد أن يتطلع من اللبنانيين بعين الواقع..

إنها الصين يا سادة، القادمة الى إيران بعقود استراتيجية بمليارات الدولارات – الى الجمهورية الإسلامية التي بلا أدنى شك تملك قادة وسياسيين هم أحرص بكثير على عزة شعبهم وسمو وطنهم واستقلاله، من بعض سياسيي المنطقة، فلم يبيعوا بلدهم ولم يرهنوه لأحد، وإنما بحثوا عن مصالح شعبهم، موقنين بأنه ليس في العلاقات الدولية جمعيات خيرية، وإنما تبادل للمصالح والمقدرات بما يؤمن سمو الشعوب واقتدار الدول..

أما دولتنا المرهونة للحصار الأميركي ومزاج غيره، فقد استفاقت على الحديد بعد أن طارت أوهام الحرير، وانهارت عقود من سياسات الارتهان ورهن البلد واقتصاده، في غابات القروض والشروط.

ونحن اللبنانيين الباحثين في غاباتنا الاقتصادية عن بضعة ليترات من الزيت وصفائح البنزين، وبعض السكر والارز والطحين، اما آن الاوان أن نوقف معاركنا مع طواحين الهواء؟، وأن نسير بما يخدم بلدنا وأهلنا؟. وهل من يعيد وصل الخطوط الحكومية المقطوعة لتكون أول استفاقة للسياسيين في هذا الزمن الصعب، كخطوة أولى على الطريق الطويل، ومن ثم النظر بعين الحاجة الوطنية لا الإملاءات الخارجية؟.

عاد الحراك السياسي، ورصدت بعض الأفكار الجديدة. ولأننا في لبنان، فلا شيء محسوما الى الآن ..