عادت طوابير الخوف عند أبواب الأفران، بل أعادها الذين لا يعتبرون من التاريخ ولا يخافون اللعب بلقمة عيش اهلهم ومستقبل بلدهم ..
فالسياسيون يبحثون عن الحكومة، والمواطنون عن رغيف الخبز الذي فجأة يختفي وفجأة يعود، وكأن في أسراره الكثير من الرسائل التي تحمل نوايا التوتير.
وإن كان من خلاف بين أصحاب الافران ووزارة الاقتصاد، فهل من مبرر لأحد بإذلال الناس هكذا؟، وهل من مبرر لما تبقى من سلطة مسؤولة أن تترك شعبها رهينة السوق، حتى برغيف الخبز؟.
قرارات تتخذ من أجل منع تفشي كورونا، واجتماعات تعقد وفرمانات تقر، فيما لم ير أحد من المعنيين زحمة الناس وعذاباتهم وتدافعهم على أطراف الرغيف؟.
أما ليترات البنزين، فتسكب على الأزمة الملتهبة بطريقة متعمدة لم تعد خافية على أحد، فهل صدفة أن خراطيم المحطات زاخرة في مناطق، وجافة في مناطق اخرى؟، وكيف يتوافر البنزين بين ليلة وضحاها متى وافق جدول الأسعار نوايا التجار؟.
بعيدا عن نوايا السياسيين، فإن مساعيهم الحكومية لا تزال على جديتها، وتبادل الافكار يجري بزخم وتكتم شديدين.
وعلى خطوط التماس السياسي وخطوط الترسيم البحري، يمشي المبعوث الأميركي ديفيد هيل قادما الى بيروت الاسبوع المقبل، فيما تتردد أخبار عن استتباعه بموفد فرنسي، أما الأخبار الوافدة من مصادر متابعة، فلا ترى بالزيارات الخارجية الى الآن أي جديد، ليبقى الرهان على ما قد يحمله جديد المشاورات الداخلية. ولاننا في لبنان فـ “ما في فول تيصير بالمكيول”..
في المكيال الإيراني، أوزان دبلوماسية وسياسية ثقيلة، تزيد من أرصدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتثقل على أعدائها.
بالخط الموازي لمفاوضات فيينا، أحيت إيران مراسم اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية بالإعلان عن بدء ضخ الغاز في سلسلة أجهزة الطرد المركزي الحديثة في منشأة نطنز، ضمن إنجاز علمي، ويستفاد منها بمجالات الليزر والطب النووي وتخصيب اليورانيوم.أنشطة جميعها سلمية، وتستمد شرعيتها من الاتفاق النووي.