إنه ظلام ما قبل الهاوية.. فالكيان العبري على أبواب الكارثة.. قالها المجاهدون القابضون على صواريخ النصر – وهم يصنعون للامة هذا الانجاز، وصدقها شباب الداخل الفلسطيني – وهم أبرز المساهمين بإدخال الاحتلال في عصر الضياع، ورفعها المرابطون في باحات القدس على قبة الصخرة، وهم من رفعوا رأس الأمة وقداسة القضية..
والقضية الآن أن عدوا مربكا عالق بشر أفعاله، بين صواريخ غزة – وثورة الأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين – ومعادلة القدس التي لن تلين.
ضاقت عليه السبل السياسية والخيارات العسكرية، فظن واهما أنه سيوسعها بمجازره وأحقاده التدميرية، وكأنه بعنجهيته لم يتعلم من اخفاقاته السابقة، ومن أن سياسة التدمير والقتل لن تقتل عزيمة المقاومين ولا أهلهم الحاضنين حتى تحقيق الأهداف..
الهدف الصهيوني كأنه يتلاشى، والضياع يعم أهل الكيان السياسيين والعسكريين وقبلهم المستوطنون. هذا ليس تحليلا وضربا من آمال، وإنما وقائع لم يكن يتوقعها اكثر المتشائمين بمصير هذا الكيان، فيما كان يراها أهل الحق والمقاومون. إنها حقيقة لا بد آتية.
حقيقة ناقشها نائب الأمين العام ل- “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم مع وفد من الحزب، اثناء زيارته الى قيادتي حركة الجهاد الاسلامي وحماس في بيروت، وأكد أن “حزب الله” عند واجباته من مساندة المقاومة الفلسطينية التي حياها وشعبها الابي الصامد. الشعب الذي “أقام مراسم دفن التطبيع بالدماء الحية”، كما قال الشيخ قاسم، وبدأ مرحلة صنع معادلة جديدة في فلسطين..
وأبواب فلسطين طرقها اليوم الاردنيون واللبنانيون، الذين مشوا مسيرات شعبية عند الحدود دعما للقدس وأهلها وغزة ومقاومتها. وفي كفركلا اللبنانية عبر شباب ثائر أسياج الوهم الصهيوني، ولم توقفهم رصاصات الحقد التي أصابت بعضهم، وأدت الى استشهاد الشاب محمد طحان من بلدة عدلون الجنوبية، كما أنها لم تمنعهم من إيصال الرسالة التي أصابت المحتل في “وعيه ولا وعيه”.