أطلقت البطاقة التمويلية على أمل أن تبصر النور قريبا، وان تتم غايتها للتخفيف عن اللبنانيين الذين لا ينظرون إليها سوى كشمعة في هذا الظلام الدامس، لكنها تبقى أفضل من الاكتفاء بلعن الظلام . فيما المطلوب الملح حكومة في أسرع وقت ممكن قبل أن يصبح من الصعب التوقع بمآل الظلم والظلمة المتحكمين باللبنانيين.
وأعلن وزيرا الشؤون الاجتماعية والاقتصاد إطلاق منصة التسجيل للبطاقة التمويلية التي أقرها المجلس النيابي قبل أسابيع، فحدداها لخمسمئة ألف عائلة قابلة للزيادة، وأضافا إلى الشرح ما ستحمله من الدولارات الخمسة وعشرين لكل فرد، أو ما يعادلها وفق المنصة، فيما البلد محكوم لمنصات متعددة ومتشعبة تتحكم بالدولار وبالسوق والدولة وبالشعب اللبناني ككل.
فيما كل المواعظ والحكم لم تجر البلد إلى حكومة مل اللبنانيون بورصة أخبارها المتقلبة، التي تتحكم بها بعض الحسابات وتقاذف تحميل المسؤوليات. وإن كان الجميع يملك هذا الكم من الايجابية، ومن الاستعداد للتعاون، ومن التفاؤل، ومن الخشية على البلد، فلماذا لم تولد الحكومة بعد؟
كتلة الوفاء للمقاومة اعتبرت أن إبقاء لبنان من دون حكومة فاعلة وناشطة هو إهدار موصوف لمصالح البلاد والعباد، وإفراط لدى الأفرقاء المعنيين مباشرة بالتأليف في توهم القدرة لاحقا على استدراك ما فات من خلال التحكم بدفة إدارة الاستحقاقات الدستورية المقبلة.
وعلى بعد أمتار من السجال الحكومي واخباره المتراكمة، طوابير البنزين وتحذيرات من فقدان الرغيف وعتمة يتكبدها اللبنانيون فيما تداعياتها المأساوية على كامل الحياة اليومية.
إقليميا يبقى حكم فدائيي الحرية بسجن سجانهم الإسرائيلي في نفق جلبوع متصدرا المشهد، وتجمع القراءات والحسابات الاسرائيلية على أن ما جرى أبعد بكثير من عملية لشبان ستة، وإنما مرحلة جديدة من النزال الفلسطيني مع الصهيوني الذي يعاني من ضيق الخيارات إلى حد الاختناق.