قرأ دونالد ترامب الرسالة الاسرائيلية باللغة الاميركية، فكان قراره المضلل كما وصفه سلفه باراك اوباما، بالانسحاب من الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.
مشى ترامب خطوة نحو المجهول، لم يرافقه بها حتى الترويكا الاوروبية، اي بريطانيا وفرنسا والمانيا، وهللت لها الترويكا الجديدة في المنطقة: اسرائيل والسعودية والامارات.. وبمنطق يخلو من اي احترام للمعاهدات والمواثيق الدولية، وضع ترامب العالم امام تحد جديد، وصفه الفرنسي انه الاخطر في المنطقة، ومن غير المقبول ان تنصب الولايات المتحدة نفسها شرطيا اقتصاديا للعالم.
وليعلم ترامب انه ارتكب خطأ كبيرا، وان ايران ستبقى صامدة ومقتدرة رغم كل التهديدات بحسب الامام القائد السيد علي الخامنئي، معتبرا ان قضية أميركا مع إيران ليست متعلقة بالطاقة النووية بل هي مجرد ذرائع، والعداء الأميركي للجمهورية الإسلامية لم ينته، مشددا على أن ترامب سيذهب كما ذهب باقي رؤساء أميركا، وستبقى ايران صامدة.
لكن السؤال كم سيصمد العالم امام هذا التهور الاميركي؟ ومن يضمن الا تفلت الامور عن عقالها في منطقة ملأ الحقد جل حكامها؟ وان كانت ذريعة التهليل للاميركي عداءهم للايراني، فماذا عن القدس المسبية، المصبوغة بهوية يهودية مع السفارة الاميركية التي ستفتح فيها خلال ايام؟ وما على العالم سوى الانتظار ليرى الى اين سيقوده الجنون الاميركي ، واي تداعيات على منطقتنا التي تعيش على صفيح ساخن.
في لبنان وقبل ان تبرد حماوة الانتخابات، والتداعيات، اصيب اليوم بشظايا ترامب ، حيث تراجعت السندات اللبنانية المقومة بالدولار الى ادنى مستويات لها منذ اشهر، فاصيب لبنان، كما البورصات الخليجية وحتى الاوروبية نتيجة القرارات الاميركية.