نالت الحكومة اللبنانية ثقة النواب او تكاد، بعد ان كادت تحرقها عتمة الكهرباء..
ولعل ساعة العتمة هذه التي اخرت الجلسة النيابية لمناقشة البيان الوزاري، تسرع المساعي الحكومية لانقاذ البلد من العتمة المفروضة على اللبنانيين بحصار خارجي وقرار داخلي مجبول بالنكد والمكابرة السياسيين..
على كل حال عادت الكهرباء الى قاعات الجلسة، فيما كان البديل جاهزا لاي طارئ عبر مولدات كهربائية ومازوت مجاني احتياطي أحضر الى الاونيسكو للحفاظ على هيبة الدولة وسيادتها..
على اساس البيان الوزاري سيعطي النواب ثقة موزونة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، على ان ثقة الشعب بها بما تظهرها افعالها، وأولها حل ازمة الكهرباء والمحروقات واموال المودعين وحقوق الموظفين، وأن تكبح المحتكرين وتجار الدولار، حتى تنال ثقة شعبية لم تنلها حكومة من قبلها..
الناس منتظرون والآمال المعقودة على حكومة “معا للانقاذ” قابلة للتحقق إن عملت وفق اولويات المصلحة الوطنية لا الحسابات السياسية الداخلية الضيقة والخارجية الحاقدة، وإن اعتبرت ان الكهرباء لا دين ولا مذهب ولا لون سياسيا لها، وانما حاجة وطنية وجب تأمينها من اي دولة صديقة او شقيقة، وان اوجاع اللبنانيين وجوعهم عابرة للاصطفافات السياسية وللمزايدات الانتخابية التي بدأت باكرا من على منبر جلسة الثقة الحكومية..
فالمطلوب اعادة تدوير الاقتصاد على اسس جديدة ترتكز على الانتاج وتنويع العلاقات شرقا وغربا كما دعت كتلة الوفاء للمقاومة عبر النائب حسن فضل الله، اما للمحترقين بالمازوت الايراني الذي استقدمته المقاومة لاطفاء بعض من اوجاع الناس، فقد دعاهم النائب علي عمار لاحترام عقول اللبنانيين، فالذي احرق البلد وهيبته هو السياسات الحكومية الريعية الخاطئة على مدى عقود، لا المبادرة الانسانية التي قامت بها المقاومة..
وفيما كانت جلسات مناقشة الحكومة مستمرة، كانت مهمة شركة الامانة للمحروقات متواصلة لايصال المازوت المجاني الى مستحقيه في مختلف المناطق اللبنانية، مع تكثيف عملية التوزيع، وكذلك عملية ادخال صهاريج المازوت الايراني الى لبنان عبر سوريا..