Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الإثنين في 14/9/2015

بلا شرفٍ أو تكريمٍ خَرجَ كبيرُ جيشِ العملاء من جَنوبِ لبنانَ عامَ 2000، بالطريقةِ نفسِها خرجَ من الدنيا. أنطوان لحد الذي اختارَ مِهنةَ الخيانة وشربَ حتى الثُمالةَ من دماءِ ودموعِ اللبنانيينَ لا سيما الجنوبيينَ منهُم، يَطوي آخِرَ صفحاتِ عمالتهِ بمذلةِ البحثِ عن مدفنٍ رفضَ الإحتلالُ منحَهُ إياه.

الخائن الذي باعَ شرفَ انتمائهِ للمؤسسةِ العسكريةِ اللبنانية، ومنعَ شهداءَ الوطنِ من الدفنِ في قُراهُم، لم يتحملِ اللبنانيونَ مجردَ انباءٍ عن دفنِ جثتهِ في ارضهِم التي أعانَ في حياتهِ أسيادَهُ المحتلينَ على تدنيسِها، فهبُّوا في الشارعِ وعبرَ شبكاتِ التواصلِ الاجتماعي رافضينَ ومتوعدين. ولو لم يكن للموتِ حُرمَة، لرَفَعَ المتظاهرونَ من وحيِ المناسبةِ يافطاتٍ كُتب عليها: لبنانُ ليسَ مَزبلَةَ الصهاينة. هؤلاء الصهاينة اكملوا لليومِ الثاني على التوالي انتهاكَ مقدساتِ الأمة وتحديداً المسجدَ الاقصى الذي يتعرضُ لأخطرِ اعتداءٍ منذُ ستينياتِ القرنِ الماضي.

وفي خُطوةٍ مريبة، تُسجَّلُ لهفةٌ غربيةٌ مفاجِئَةٌ على اللاجئينَ السوريين، وكأنَ أزمةَ هؤلاءِ بدأت منذُ أيامٍ وليس قبلَ اربعِ سنوات. الانكليزُ سبَقوا الفرنسيينَ الى بيروتَ التي لطالما رفعَت صَوتَها عالياً للمطالبةِ بتقاسمِ اعباءِ النزوحِ السوري وتَبِعاتِهِ اجتماعياً واقتصادياً، فما الذي تغيَّر، ولماذا الآن؟ وإذا كانَ ديفيد كاميرون رأى الآنَ في داعش عندَ حدودِ البلدِ الصغيرِ خَطَراً، فكَم يلزَمُهُ من وقتٍ لرؤيةِ داعمي داعش كخطرٍ أكبر. وحدَهُ الرصاصُ ينجح، فيُضيِّقُ الخِناقَ على ما تبقى من اَخواتٍ لداعش في الزبداني بعدَ خسارةِ ما تبقى من دهاليزهِم تحتَ الأرض.