كعادتهم، احالوا نعمةَ السماءِ نقمةً عليهم.. فاضت السماءُ بخيراتها على اللبنانيين، فتحولت الامطارُ انهاراً في الشوارعِ والطرقاتِ بعدَ ان سُدت المجاري والحلولُ معاً بالنفاياتِ والمزايدات..
وان كانت الازمةُ معَ الشتاءِ سابقةً لملفِ النفايات ، بل من عمرِ التعهداتِ والتلزيماتِ الملزَّمِ بتداعياتها اللبنانيون معَ كلِّ مطر، فانَ حقيقةَ الخطرِ انْ لا حلولَ في الافق، وانَ تخمرَ ملفِ النفاياتِ سياسياً سيَزيدُ من عفَنِ المشهدِ اللبناني المتهالك ..
ولانَ السماءَ تُمهلُ ولا تهمل، جنى اللبنانيون اهمالَ سياسييهِم وعجزَهم عن حلِّ ازمةٍ تكادُ تَطمُرُ وطناً، فيما بعضُ المعنيينَ يبحثونَ عن مطامرَ يُحوِّلونَها مناجمَ تَدُرُّ الخيراتِ السياسيةَ والمالية، والبعضُ الآخرُ يستثمرُ بالنفاياتِ ليزايدَ بالسياسة..
فيما الاستثمارُ الوحيدُ الذي لا بديلَ عنه هو الحوار، من اعقدِ الملفاتِ الى ابسطِها، اما بسطاءُ السياسةِ فما زالوا يُحوِّرونَ التواضعَ ضَعفاً ، واليدَ الممدودةَ توسلاً..