عاد أهالي كفريا والفوعا الى حضنِ الوطن بعدَ ساعات، وان كانت العودةُ ناقصة ، فالعيونُ والقلوبُ شاخصةً الى حدودِ ادلب ، يخففُ من لوعةِ فراقِ الاهلِ والارض ، مقامُ وتضحياتُ مَن نزَلوا في جوارِها في ريفِ دمشقَ السيدةِ زينبَ عليها السلام حفيدةِ الرسولِ الاكرم(ص). وان قَصُرت المسافاتُ من ادلب الى تركيا فبيروتَ ثُم الى دمشق ، فقد ساروا على ذاتِ الطريقِ الطويلةِ والمضنيةِ التي سلكَها موكبُ العقيلةِ زينبَ عليها السلام.
طريقُ البطولةِ والتضحيةِ في سبيلِ الحفاظِ على الدين. فالخروجُ من كفريا والفوعا بالطريقةِ التي جرت ما كان ليتحققَ لولا الصمودُ الاسطوريُ للمدافعينَ عنهما، صمودٌ عجَزت معه الدولةُ القريبةُ من اخراجِهم كسبايا، عادوا الى دمشقَ ليقتربوا أكثرَ من قراهم ، لا كقادةِ الجماعاتِ الارهابيةِ الذين يتسللون ويتنكرون بينَ المواطنينَ هرباً الى تركيا.
فعلُ الهربِ رُصدَ اليومَ على أكثرَ من جبهةٍ في سوريا، جنوبا، تقدمَ الجيشُ السوريُ وحلفاؤه وسيطروا بشكلٍ كاملٍ على الجزءِ الشماليِ الشرقي من مدينةِ الشيخ مسكين الاستراتيجية ، وسيطروا بالنارِ على القسمِ المتبقي، وعلى ضراوةِ المعارك ، رُصدت اصواتُ استغاثةِ الارهابيينَ الذين لم تُسعفهم غرفةُ مورك في الاردن ولا فصائلُ الغوطةِ الشرقيةِ بعدَ الاطاحةِ برؤوسها، وفي بلدة مهين وسطَ البلاد، مهانةٌ جديدةٌ لحقت بالجماعاتِ الارهابية، ضربٌ لقواعدِهم التي تستهدفُ المدنيينَ الابرياءَ والامنَ في سوريا ولبنانَ وآخرُها تفجيراتُ برج البراجنة في الضاحيةِ الجنوبيةِ وما سبقَها من تفجيراتٍ والتفجيراتُ المتتاليةُ في مدينةِ حمص وغيرِها من المدنِ السورية.