على بياضٍ انطلق العامُ الفين وستَةَ عَشَر، ولئِن تأخرَ الزائرُ عن موعدِ قدومهِ الى لبنانَ والمِنطقة، الا اَنهُ أتى يحمِلُ في جَعبَتِهِ الكثير، ثلوجُ العاصفة “فلاديمير” غطتِ الجبالَ اللبنانية، ونزلت حتى ارتفاعِ مئتينِ وخمسينَ مِتراً شَمالا، وأَقفَلَت أَمطارُها الغزيرةُ مرفأَ صيدا جنوبا.
اجتاحت “فلاديمير” المِنطقة، فدخلَت تركيا من دونِ أن تستأذِنَ أحدا، فقطعت أوصالَ البلد، وأوقفَت مئاتِ الرحلاتِ الجوية، بالتزامنِ معَ دخولِ قرارِ بوتين بفرضِ عقوباتٍ اقتصاديةٍ على أنقره مرحلةَ التنفيذ، القرارُ يَشمَلُ حظرَ استيرادِ المنتجات، وتعليقَ اعفاءِ مواطنيها من تأشيرةِ الدخولِ الى روسيا ومنعَ استئجار العمالِ الاتراك، وتزامَنَ ذلكَ أيضا مع اعلانِ الرئيس الروسي عن استراتيجيةٍ جديدةٍ للامنِ القومي تُكرِسُ دورَ الكرملن المتنامي في رسمِ سياساتِ المِنطقة والعالم بعيداً عن التفردِ الاميركي.
أما في فِلَسطينَ ، فقد اتخذت سلطاتُ الاحتلالِ من العاصفة ستاراً يَقيها الغضبَ الفِلَسطيني، وقررت تسليمَ عشراتِ جُثَثِ الشهداءِ مشترطةً أن يتمَ الدفنُ في ظلِ الطقسِ القاسي وبحضورِ ذويِ الشهداءِ فقط، أو تحتَ جُنحِ الظلام.
الا اَنَ ما لم يستطِع أن يتخلصَ الصهاينةُ منه معَ العامِ الجديد هوَ القلقُ وحالُ الترقبِ بانتظارِ ردِ المقاومةِ على اغتيالِ الشهيد سمير القنطار.