إما نعيشُ على هذهِ الارضِ اَحرارا، او نموتُ في باطنِها ابرارا.. قالَها نِمرٌ من هذا الزمان، شيخُ الحقِ بوجهِ الجور، ثابتُ الموقفِ والقولِ والعملِ بوجهِ الفسادِ والظلم.. تَعذَّرَ عليهِمُ الدليلُ فقتلوهُ غِيلةً بمُسَمّى التعزير، ولا عُذرَ لساكتٍ على فعلِ الاجرامِ الذي طالَ ايقونةَ الحرية الشيخ نمر باقر النمر، فقضى شهيداً مظلوما.. على قَداسةِ علمهِ ودَورِه.. قتلوهُ عنوانا، وما رَعَوا فيه حقاً ولا علماً ولا مَهابة.. ما استطاعوا لِقوةِ حُجتهِ وصلابةِ موقفهِ احتمالا، فلجأوا الى ما امتهنوا على طولِ سنيِ حكمِهِم بوجهِ كلِ صوتٍ حرٍ ولو صداحاً بسلميةِ الموقفِ والكلام، اذ ليسَ في قاموسِهِم سوى الاعدام..
لن يغسِلوا بدماءِ الشيخِ النمر عارَ هزائِمِهِم ودَويَ النَكَبات، بل سيَزيدونَ في سجلهِم سوءَ التَبِعات.. ستبقى دماءُ الشيخِ الجليل تلاحقُ ضِيقَ اُفُقِهِم وتحاصِرُ مُغامراتِهِم وتكشِفُ زَيفَ ادعاءاتِهِم.. إذ يعلمُ الجميعُ أنَ السببَ الحقيقيَ الذي دفعهُم الى اغتيالهِ اَنَهُ صدعَ بالحقِ وجَهَرَ بالصواب، وطالب بالحقوقِ المهدورةِ لشعبٍ مظلومٍ محكومٍ بالجهلِ والاستبدادِ ومسلوبِ الحقوقِ والثرواتِ بحَسَبِ بيانِ حزبِ الله.. وبِحَسَبِ سُنَنِ الاولينَ والاخِرين ، فإنَ أهلَ الحقِ سينتصرونَ وإن كانوا قلةً ولو بعدَ حين ، فهم لا يُهوِلَنَّهُم طريقُ الحقِّ وإن قلَّ سالكوه. لأنَ رائدَهُم كانَ وسيبقى قولَ اميرِ المؤمنين ع: الموتُ في حياتِكُم مقهورين، والحياةُ في موتِكِم قاهرين..
فسلامٌ عليكَ أيها الشيخُ الجليلُ الشهيد … يومَ ولدتَ ويومَ استشهدتَ ويومَ تُبعَثُ حَيا..