لم يكن ليلُ معراب أقلَ وطأةً من ليلِ باريس على قوى الرابعَ عشرَ من آذار.. فصباحُ الليلتينِ تَكشَّفَ عن مرشحَينِ رئاسيَينِ خصمَينِ بالسياسةِ لهذه القوى.. فهل ستَقوى على الاستمرار؟
لا شكَ انَ اعلانَ رئيسِ حزبِ القواتِ سمير جعجع ترشيحَ العماد ميشال عون قد زادَ خلطَ الاوراقِ لدى حلفائِه.. وصعَّبَ المهمةَ على جمعِ الوصال؟ فهل يرتبُ التحدي بينَ حلفاءِ الامسِ اوراقَ جلسةٍ رئاسيةٍ بمرشحَينِ كلاهما من الثامنِ من آذار؟ وما الذي دفعَ بهذه القوى الى هذه الخِيارات؟ وأربكَها الى حدِّ هذه التناقضات؟ أم انها نظرةٌ واقعيةٌ غيرُ مكابرةٍ الى مآلِ الامورِ في لبنانَ والمنطقة؟
في المنطقةِ بقيَ الحدثُ النوويُ الايرانيُ اكبرَ من كلِّ الضجيج.. وبخلافِ مياهِه الثقيلةِ كانَ مجرى الاتفاقُ الذي ملأَ فنادقَ طهرانَ بالسياسيينَ والاقتصاديين، وملأَ بنوكَها باثنينِ وثلاثينَ مليارَ دولارٍ الى الآن..
انجازٌ ملأَ ايرانَ عزةً واقتداراً، وما تمَّ تحقيقُه مقابلَ جبهةِ الاستكبارِ والغطرسةِ أتى نتيجةَ المقاومةِ والصمود، قالَ الامامُ السيدُ علي الخامنئي، وهذا الامرُ يجبُ ان يُعتبرَ بمثابةِ درسٍ كبيرٍ في جميعِ القضايا والاحداثِ في الجمهوريةِ الاسلامية، اما ما يجبُ الحرصُ عليه، فأنَ يُنفِّذَ الطرفُ المقابلُ جميعَ تعهداتِه بشكلٍ كاملٍ وعدمُ الغفلةِ عن خِداعِ دولِ الاستكبار..