يترقب اللبنانيون عاصفة مناخية آتية، فيما تعصف بهم سياسيا ازمات واهواء وعقليات.. أما وعود الهبات الملكية التي أغدقت عليهم فتبخرت وذهبت أدراج الرياح، وكأنها لم تكن، فأما الذين ناموا على حرير أحلام الهبة السعودية فقد استفاقوا على كابوس تبددها دفعة واحدة، فيما لم يكلف أحد من المعنيين نفسه عناء التفسير او التبرير.
لا يدري اللبنانيون مبعث الحب ولا سبب البغض السعودي فكلاهما يأتي ويتبخر فجأة، دونما مقدمات منطقية، أما حديث البعض عن تدخلٍ في الشؤون العربية فلا يُوضع الاَّ في باب الافتراء، وخانة كسب الود ممن ثبت ودهم ودعمهم لأعداء لبنان واللبنانيين.
وحديث الهبات والمساعدات طويل ودونه في كل مرة تحذيرات اسرائيلية وشروط اميركية والسبب الواضح الخوف من هزائم صهيونية تبقى مدوية. وإن جحدها بعض اهل الدار يأتي من يذكر بها، فقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن في ربوعنا مقدماً هو الآخر جزيل كرم بلاده لدعم الجيش بأسلحة مشروطة قال إنها ستكون عالية الجودة هذه المرة لتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها.
هذا لبنانيا، أما حين يتعلق الأمر بكيان العدو فيختلف الأمر كليا.. فبعد ستة عقود وأكثر من الاحتلال الصهيوني لفلسطين ها هو بنيامين نتنياهو يجهر من منتدى دافوس بان دولاً عربية باتت تعامله كحليف.