كاستراتيجيةِ موقعِها الجغرافي، كانَ انجازُ الجيشِ السوريِ في الشيخ مسكين.. ستُ القرى في حوران، تتقاطعُ عندَها اربعُ محافظاتِ الجنوبِ السوري، وتتوحدُ ضدَ جيشِها وحلفائِه عشراتُ الفرقِ الارهابيةِ المسلحة، وخلفَها استخباراتٌ ودولٌ مدججة، فكانَ صدَى استعادتِها الى احضانِ وطنِها، يترددُ من غرفةِ الموك الى تبوك..
ولم يتردد قادةُ المسلحينَ بالافصاحِ عن شرِّ ما لَقُوْهُ بعدَ فُقدانِهم الشيخ مسكين، على ابوابِ ايامٍ من اجتماعاتِ جنيف بينَ المتفاوضينَ السوريين.. حتى الصهاينةُ لفَحَهُم انجازُ الجنوب، فخرجَ اعلامُهم بحديثٍ عن كبارِ ضباطِهم انَ هزيمةَ داعش والمسلحين على يدِ مَن اسمَوهُ المحورَ الراديكاليَ نهايةٌ ليست جيدة، ويجبُ التاثيرُ كي تَجريَ الامورُ بطريقةٍ مغايرة..
في لبنانَ لا طرقَ مغايرةً في ادارةِ الازماتِ مهما تبدَّلت الملفات.. وفيما مساعي اللحظاتِ الاخيرةِ تتواصلُ لانقاذِ الجلسةِ الحكوميةِ الخميسَ المقبل، معَ الاستفادةِ من جلسةِ الغدِ الحواريةِ في عينِ التينة، فُتِحت اعينُ اللبنانيينَ مجدداً على حلقةٍ جديدةٍ من مسلسلِ النفايات، عنوانُها نفاياتُنا كالذهب.. فمن تقدمَ بعرضٍ للتصديرِ بحسبِ المتواترِ من الاخبارِ شركةٌ تنقبُ عن الذهب، عرضُها اقلُ بثلثِ ما قدمتهُ الشركةُ التي تعاقدت معها الدولةُ اللبنانيةُ لتصديرِ النفايات..