قبلَ أن تضيءَ شمسُ حلب نهارَها استحالت كرةَ نارٍ تدحرجت سريعاً نحوَ الريفِ الشماليِ لتنقشعَ الصورةُ عن انهزامِ المجموعاتِ الارهابيةِ عندَ جبهةِ باشكوي وما حولَها من قرىً وبلدات.
تقدمٌ كبيرٌ للجيشِ السوريِ على تلك الجبهةِ التي كانت الجماعاتُ الارهابيةُ تنطلقُ منها لاستهدافِ الآمنينَ في حلب وتوقعُ منهم في كلِ يومٍ ضحايا لقصفٍ قاتلٍ ومدمر. يضافُ الى ذلك الأملُ بانهاءِ حصارِ بلدتي نبل والزهراء الذي يراهُ كثيرون رهنَ ساعاتٍ بعدما استمرَ لسنتينِ وأكثر.
وقائعُ يوميةٌ تجاهلتها معارضاتٌ تأبطت حماية المدنيين ذريعة ، وحمَلَتها – مضطرةً- الى مفاوضاتِ جنيف لترميَ بها أمامَ مساعي انهاءِ الحربِ على سوريا التي اصبحت على ابوابِ اكتمالِ عامِها الخامس. وقد اشترطت هذه المعارضاتُ- ولسانُ حالِها يتحسرُ على دحرِ الجماعاتِ الارهابية- وقفُ العملياتِ الجويةِ الروسية، لكنها خابت ومعها كلُّ الدعمِ التسليحي والسياسي في مسعاها للحدِّ من تقدمِ الجيشِ السوري على كلِّ الجبهاتِ والمواقع.
لبنانياً، مواقعُ الاحتجاجِ أضافت اليها اليومَ تحركَ المتطوعينَ في الدفاعِ المدني بعدما خابت نداءاتُهم وتحركاتُهم في الحصولِ على قرارِ تثبيتِهم في مجلسِ الوزراء.. ورغمَ استمهالِهم الى جلستيِّ الاربِعاءِ والخميسِ المقبلينِ قَرروا التصعيدَ موجهينَ سهامَ الاتهامِ الى مَن عرقلَ تثبيتَهم في عهودِ حكوماتٍ سابقة.. ولكي لا تقعَ البلادُ في فخِّ تمديداتٍ سَبقت، أقرَّ مجلسُ الوزراءِ تمويلَ الانتخاباتِ البلديةِ التي تؤكدُ الغالبيةُ السياسيةُ عدمَ وجودِ مانعٍ من اجرائِها في موعدِها ليبقى البعضُ متوجساً من مستقبلٍ لا يَحملُ له اِلاَّ الخسارةَ بلدياً هذه المرَّة..
وفي فلسطين.. البلداتُ كما المدنِ مُشْرَعةٌ امامَ اهواءِ السياساتِ العنصريةِ الصهيونية.. فحصارٌ لرام الله بعدَ الفشلِ في التصدي لعملياتِ الطعن، أما تدميرُ منازلِ الشهداءِ فليسَ إلاَّ محاولةً يائسةً لم تُؤتِ سابقاتُها سوى مزيدٍ من العمليات.