التقى العناقُ بالعناقِ وانهمر الفرحُ دموعاً وابتساماتٍ بعدَ ثلاثِ سنواتِ ألم ، فرحةُ نبل والزهراء لا تقاسُ الا بمقاييسِ صبرِ البيوتاتِ والحارات ، وحُرقةِ قلوبِ الثكالى ، وانفاسِ الباكينَ فوقَ ضريحِ شهيدٍ او على راسِ جريحٍ ومريض .
عائلاتُ البلدتينِ ذاقت مرارةَ التكفيرِ والتهجير، ولم يَفُكَّ ذلك عهداً على التماسكِ والصمود …
اليومَ التقى الجمعُ على نصرٍ كبيرٍ بعدَ طولِ ابتعادٍ وحصار : كبيرٌ يضمُ صغيراً ، وعوائلُ التمَّ شملُها، وابناءُ سما بعضُهم في شرفِ حملِ السلاح والدفاعِ عن اهلِه ووطنِه ، واخرون ارتفعت صورُهم عالياً فوقَ الاهازيجِ شهداءَ على طريقِ المجد.
هكذا هو المشهد في نبل والزهراء .. كُسرَ الحصارُ بالكامل ، وانكسرَ ظهرُ الارهابيينَ وداعميهم في حلْبةِ التحولات .. والثالثُ من شباطَ محطةٌ تفتحُ باباً عريضاً على تطوراتٍ كبرى في اريافِ حلب ، وتُمنهجُ تكتيكَ المقبلِ من الايامِ في الميدانِ والسياسةِ السورية ، سواءٌ على معابرِ التكفيرِ عندَ حدودِ تركيا المتوثبةِ لاجتياحِ الاراضي السوريةِ كما رصدَ الروسُ اليوم ، او على طاولةِ حوارِ جنيف التي عرقَلَها بعضُ العربِ كيداً وضعفاً في المواجهة .
في الحقلِ اللبناني ، البِذارُ السياسيُ لم يُنبِت الى الانَ ايَ تحول، واقلُّ من اُسبوعٍ يفصلُ مجلسَ النوابِ عن جلسةٍ لا يُتوقعُ ان تقدّمَ شيئاً في انتخابِ الرئيس ، وبموازاةِ الدعواتِ لتفعيلِ العملِ التشريعي، يؤكدُ حزبُ الله انَ مسارَ التشريعِ يجبُ ان يكونَ منفصلاً عن مسارِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ ضماناً لمصالحِ المواطنين.