لبنانُ ليس في خطر…
ولن يكونَ في خطر…
إذا هجرتهُ السعوديةُ أو أدارت الظهرَ له قطر…
لبنانُ ليس فقيراً ولا متسولاً للمساعداتِ والمكرُماتِ من الممالكِ والمشيخاتِ والإمارات…
لبنانُ قويٌ بأهلِه وأبنائه، بإرادتِهم وعزائمهم الصلبة، بإنجازاتهم العلمية، وكفاءاتِهم المهنية، وإبداعاتِهم التي ساهمت في نهضةِ الكثيرِ من البلدانِ ومنها دولُ الخليج…
لبنانُ قويٌ بذاته، فقط لو تُوقِفوا عنه المؤامرات…
لبنانٌ قويٌ بذاته، بلغةِ العلمِ والأرقام، لأنَ اقتصاداتِ اليومِ هي ليست اقتصاداتِ الاستثماراتِ الريعيةِ والإكتتاباتِ المصرفية…
اقتصاداتُ اليوم، هي اقتصاداتُ العلمِ والمعرفةِ المبنيةِ على المستوياتِ العلميةِ لأبناءِ البلد، وهم في لبنان مُجَلُّون…
لقد قامَ قسمٌ من اللبنانيينَ ممن لم تكن لهم يوماً الإرادةُ أن يَستشعروا بالمعنى الحقيقيِ للسيادةِ بالتذللِ والتوسلِ والخنوع، دَبَّجوا البيانات، وقَّعوا العرائض، قدَّموا طقوسَ الطاعةِ والفرائض، فلم تَرضَ عنهم السعودية، ولا هي عادَت عن حَرَدِها، فماذا تريدُ منهم؟ وماذا يريدُ هؤلاء؟
لم يُخطئ لبنانُ ليعتذر، قالَها الوزيرُ آلان حكيم، وتبِعَه الوزيرُ سجعان قزي محذراً من إهدارِ الكرامةِ الوطنية…
وللذين يتباكَوْنَ على الهباتِ المزعومة، علَّقَ رئيسُ حركةِ الشعب نجاح واكيم بأن حركتَه ستُبَيِّنُ قريباً بالوقائعِ والأرقامِ كيفَ أنَ السعوديةَ استفادت من لبنانَ بأربعينَ مليارَ دولارٍ من فوائدِ سنداتِ الخزينة.
وبلغةِ الأرقامِ يقولُ الخبراءُ الإقتصاديون إنَ وديعةَ المليار تمَ تسديدُها على دُفُعاتٍ منذُ العامِ ألفينِ وستةٍ ولم يبقَ منها إلا مئةُ مليونِ دولارٍ من أصلِ احتياطيِ مصرفِ لبنانَ البالغِ خمسينَ مليارَ دولار، أما الودائعُ التي تربو على مئةٍ واثنينِ وخمسينَ مليارَ دولارٍ فهي تعودُ بمجملِها للبنانيينَ مقيمينَ وغيرِ مقيمين، وليسَ فيها للسُعوديينَ إلا مليارٌ وربعُ المليارِ دولارٍ فقط…
فلا يُهَوِّلنَّ أحدٌ على اللبنانيينَ بسحبِ الودائع…
لبنانُ لم يكن يوماً معتديا، كما لم يكن من دعاةِ تعكيرِ العلاقاتِ معَ الدولِ الشقيقةِ والصديقة، وهو يمدُّ يدَه دوماً لما فيهِ خيرُ الجميعِ وصلاحُ الوطنِ والأمةِ ومصلحتُهما…
فليكفوا شرَّهم عنه وهو سيكون بخير…
لن تسقط السماء علينا كِسَفاً، إن زعِلَت الرياض ولن يهجر عيوننا النوم إن لم ترضَ.