IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليوم الأربعاء في 9/3/2016

almanar

لا رائحةَ تعلو فوقَ رائحةِ النفاياتِ في بلدِ الإشعاعِ والحضارة.. لبنانُ الأخضر… كلُّ المباحثاتِ والمناقشاتِ والمفاوضات، وجميعُ الملفاتِ تفوحُ منها رائحةُ النفايات. لا تشذُّ السياسةُ عن هذه القاعدة.

ما اجتمعت لجنةٌ ولا تحركَ مسؤولٌ الا وكانَ حديثُ النفاياتِ هو المسيطر. في بلدِ السمسراتِ حيثُ تعجزُ دولةٌ بأكملِها وحكومةٌ بأسرِها عن الإتيانِ بحلٍّ يرفعُ عنا كابوسَ الروائحِ الكريهةِ والأمراضِ المميتة. ربما لم يلاحظ المسؤولون ارتفاعَ أعدادِ المصابينَ بالأمراضِ التنفسيةِ والصدريةِ والحساسية!

ربما لم يَزُر أيٌ منهم مستشفىً منذُ زمنٍ ليعرفَ أنَ الأَسرَّةَ امتلأت، وأنَ المحظوظَ اليومَ ليسَ اللي إلو مرقد عنزة بلبنان، وإنما وبلغةِ الإستعارة نيال اللي إلو سرير مستشفى بلبنان.. ومن أسفٍ شديدٍ أن نقولَ إن البلد كلو طالعة ريحتو.

هذه الرائحةُ لم تقتصر على لبنانَ فقط بل إنَ في الإقليمِ أيضاً مَن يشاركُنا هذه الرائحةَ التي شاركَ في تصديرِها اليناً أيضا، فأوضاعُ السعوديةِ وتخبطُها في الداخلِ والخارجِ فَتحت شهيةَ الكثيرينَ شرقاً وغرباً لتناولِها  وترصُّدِ مآلاتِها ومحاولةِ لملمةِ تصدعاتِها .

هذا الأمرُ عكسَه زوارُ واشنطن التي تنظرُ بعينِ القلقِ العميقِ الى ما يقومُ به مراهقو السياسةِ ومرتجِلُو الحروبِ والمعاركِ في المملكةِ ما انعكسَ سلباً على كلِّ أوضاعِها وأوضاعِ حلفائِها في المنطقة.

واشنطن التي رفعت الإشارةَ الحمراءَ لبعضِ الممارساتِ السعوديةِ وحذرت من مغبةِ الاستمرارِ في النهجِ الانحداري، أسدَت النصحَ بضرورةِ التحلي ببعضِ التعقلِ لإنقاذِ ما يمكنُ إنقاذُه قبلَ فواتِ الأوان، ولعلَ هذا ما يمكنُ أن يفسرَ بعضَ الحلحلةِ السعوديةِ تجاهَ الموضوعِ اليمني. لكنَ الخلاصةَ تبقى في أنَ محاولةَ  المملكةِ خلقَ أعداءٍ إقليميينَ وأخطارٍ خارجيةٍ لن تُفيدَها في شيء، بل ان عليها الالتفاتَ الى الخطرِ الداخلي المتمثلِ بغيابِ التنميةِ ونموِ المدارسِ التكفيريةِ التي تخرّجُ آلافَ الانتحاريين، فيما تساهمُ سياساتُ التهميشِ الاجتماعي وارتفاعُ معدلاتِ البطالةِ في خلقِ القنابلِ الموقوتةِ والبؤرِ الأكثرِ خطورة عليها.