ماذا تريد السعودية من لبنان؟. سؤال مشروع يحق لكل لبناني ان يطرحه على المملكة أو من يمثلها أو من يسير في فلكها، لأن ما نشهده يرقى إلى ان يكون حملة مبرمجة ممنهجة التهديد والضغط والتهويل. فتصوير صحيفة “الشرق الأوسط” لبنان كاريكاتوريا على انه كذبة، هو حقيقة تجرح، وفق نائب سيادي.
صحيح ان الحقيقة تجرح، والتذكير بحفلة الشاي لجنود الاحتلال في ثكنة مرجعيون عام 2006 حقيقة تجرح كذلك. وتذكير النائب الحالي والوزير وقتها، بأن من يتهمهم بالسيطرة على لبنان من مقاومين، هم الذين حموه في حرب تموز ويحمونه الآن من الارهابين الصهيوني والتكفيري، حقيقة تجرح أيضا، لكن فقط لمن يكرهونها.
والتذكير بأن لبنان يتحكم بمصيره ساسة يبيعونه بثمن بخس حتى لا يغضبوا ولاتهم الاقليميين، حقيقة تجرح. والتذكير بحملة الاعتذارات في السفارة على ذنب لم يرتكبه أحد من اللبنانيين، حقيقة تجرح. والتذكير بفساد في الأمن الداخلي يعود إلى عهد أشرف ريفي، حقيقة تجرح. والتذكير بأن في لبنان شبكة انترنت غير شرعية يغطيها ساسة معروفون، وان الانترنت الشرعي منذ العام 2008 يخضع للتنصت الفرنسي وربما الاسرائيلي، حقيقة تجرح.
فجردة الحقائق المدمية للقلب تطول. لكن أليس الساسة الفاسدون والمفسدون ممن يتشدقون بالسيادة، هم من يمنعون قيام الدولة؟.
أما الحقيقة التي تقلق، فهي ان تتحدث وسائل اعلام سعودية بأن مخاطر أمنية كبيرة تتهدد لبنان هذا الشهر. وتنقل عن مصادر غربية ان التطورات المتسارعة في سوريا أو في العراق، تدفع الأمور في لبنان إلى الانفجار القريب.
لمصلحة من هذا التهويل على اللبنانيين؟، ولمصلحة من التخويف من خطر قادم من وراء الحدود؟، والحقيقة الجديدة ان من هم وراء الحدود من تكفيريين وارهابيين، معروفو الولاءات والارتباطات وبأي أجهزة مخابرات وسلطات يأتمرون، فماذا تريد السعودية من لبنان؟.