هدوءٌ قسريٌ يخيمُ على لبنان، تخرقُه بياناتُ تضامنٍ معَ العمالِ من قبلِ منظماتِ المجتمعِ المدني عشيةَ عيدِهم، بل عشيةَ عيدِ العاطلينَ من العملِ بعدَ الارقامِ المخيفةِ للذين لا يجدونَ عملاً يتكئونَ عليهِ في ظلِ ازمةٍ اقتصاديةٍ خانقة.
هذه الارقامُ وصلت الى عشرينَ في المئةِ بحسبِ بيانِ وزارةِ العمل. أرقامٌ كان يُفترضُ أن تتحولَ معها الدولةُ الى خليةِ نحل، وتدقَ ناقوسَ الخطرِ كما في اقتصاداتِ الدولِ التي تحترمُ نفسَها ومواطنيها.
لكنْ كيفَ يمكنُ لخليةِ نحلٍ أن تصنعَ عسلاً والفسادُ يَنخَرُها؟ فسادٌ روائحُه تتغلبُ على روائحِ النفاياتِ التي تُزكمُ اُنوفَ سكانِ بيروتَ والمناطق. ويبدو أنَّ المسألةَ لا تقتصرُ على زُكامِ الانوف، بل اشاحةُ الاذانِ والاعينِ عمّا يَجري من صفقاتٍ واختلاسات.
التحقيقاتُ في صفقةِ الانترنت غيرِ الشرعي تَجري سُلَحفَاتيا ، والخشيةُ أن تُطمرَ في حفرِ ومكباتِ السياسة. والرمالُ البيضاءُ تمتدُ اليها أيادٍ سودٌ لتَسلِبَ المواطنَ الفقيرَ واحتَه الاخيرةَ على بحرِ بيروت. وغيرُها الكثيرُ من الصفقات.
اما في الاقليم، فانَ هُدنةَ ريفِ اللاذقية وغوطةِ دمشق، خَرَقَها التناحرُ بينَ الفصائلِ الارهابيةِ في الغوطةِ الشرقية خاصةً بينَ اذرعِ جبهةِ النصرة الارهابية وما يُسمى جيشَ الاسلامِ السعوديَّ التمويلِ والتوجيه، فيما خفت قذائف الارهابيينَ التي سقطت بغزارةٍ خلالَ الايامِ الماضية على مدينة حلب.
اما في العراق، فالقحطُ السياسيُ والجفافُ الاقتصاديُ فيُولِّدانِ أزماتٍ وأزمات. الالافُ اقتحموا المدينةَ الخضراءَ حيثُ البرلمانُ احتجاجاً على تأخرِ المشرِّعينِ في اقرارِ التشكيلةِ الوزراية.