في ظل تشرد ملايينِ الفلسطينيينَ والسوريينَ والعراقيينَ واليمنيينَ الى خيامِ النزوحِ واللجوء، عُقِدَت القمةُ العربية في خيمةٍ في العاصمة الموريتانية نواكشوط.. لكنها خيباتُ السياسةِ التي فرضَت على القادة العربِ نزوحا سياسياً الى موريتانيا المنسيةِ من حساباتهِم، بعد ان رَفضَت دولٌ عربيةٌ تحمُّلَ عبءِ لقاءاتهِم وصخبِ خِلافاتهِم..
وان كانت الضيافةُ الموريتانيةُ قد تَجلَت بحسنِ الاستقبال، فاِنَها حكومةً وشعباً، بقيت عندَ حسنِ الخياراتِ القوميةِ والعربية، من فلسطينَ الى لبنان، وسوريا الحاضرةِ عندَ الموريتانيين عبرَ علاقاتٍ دبلوماسيةٍ ما قطعتها كل الضغوط.
قمةٌ بمن حضر، تَغيَّبَ عنها جُلُ القادةِ والملوك، واستعاض بعضهُم بوزراءٍ للخارجيةِ ما عَرفوا يوماً لغةَ الدبلوماسية.. فهل هو مستوى اليأسِ من عدمِ قدرةِ الضغوطِ على افرازِ قراراتٍ بقياسِ هؤلاءِ الملوك؟ ام اَنهُم لم يعتادوا النزولَ الا في الشاليهاتِ والقصور؟ وماذا عن البيانِ الختامي بعدَ تناقضِ الكلماتِ الى حدِ التضاد، لا سيما حولَ سوريا ومستقبلِ الاحداث؟ ماذا عن المقاومةِ التي تظاهَرَ الموريتانيونَ في مثلِ هذه الايامِ احتفالاً بانجازاتِها في بنت جبيل ومارون الراس والخيام؟ واعادوا الكَرَّةَ اليومَ رافضينَ ان تُسمى اِلا باسمِها، عزُ الامةِ وملاذُ قُدسِها؟
ماذا عن فلسطين، هل اَخبَرَ السعودي المؤتمرينَ بنتائجِ مباحثاتِ وَفدهِ الى تل ابيب؟ ليرسمَ على اساسِها البيانَ، تمسكاً وتعلقا بل استماتةً بما يسمونَهُ مبادرةَ سلام..