كلُ الملفاتِ عصيةٌ على الحكومةِ اللبنانية.. الكهرباء، الانهارُ والبحارُ الملوثة، مياهُ الشفةِ المتعفنة، النفاياتُ والاتصالات، فكيف بالتعيينات؟
ولانَ عنوانَ الهروبِ الى الامامِ لا يصلحُ معَ كلِ الملفات، وقفت الحكومةُ على مفترقِ استحقاقِ التعييناتِ الامنية.. فكانَ الاخراجُ عبرَ مسرحيةٍ فاشلةٍ بحسبِ الوزيرِ الياس ابو صعب، والنتيجةُ : لا توافقَ على ايٍ من اسماءِ ثلاثةِ ضباطٍ طرحت لتكون ممراً ادى الى تأجيلٍ الزاميٍ لتسريحِ الامينِ العامّ للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير عاماً كاملاً.
اما ما لا يَحتملُ التأجيل، فاكتمالُ طوقِ الكوارثِ البيئيةِ التي تحاصرُ لبنانَ وحكومتَه من كلِّ مكان.. بعدَ أزمةِ الليطاني الذائعةِ الصيت، وطمرِ النفاياتِ غيرِ الصحي، بحرُ الاوزاعي في وضعٍ كارثي.. بحرٌ باتَ عبارةً عن مصبٍ للصرفِ الصحي، ولمغاسلِ الرمالِ المعلومةِ المصدرِ والفاعلِ المجهَّل.. بحرٌ بحالِه ومُحوِّليهِ، كما ستظهر كاميرا المنار، يختصرُ واقعنا البيئيَ والسياسيَ والاقتصاديَ وحتى الاخلاقي..