لبنانُ من ازمةِ الحكمِ الى ازمةِ النظامِ على ما يرى التيار، فهل من حكمةٍ حكوميةٍ تعالجُ الازمةَ بحلولٍ وسطيةٍ قبلَ جلسةِ الخميسِ المصيرية؟ مشى التيارُ الوطنيُ الحر مجدداً بعنوانِ ردِ الاعتبار. علقَ حضورَه في جلساتِ الخميسِ الحكومية، بانتظارِ قرارِها حولَ التعييناتِ الامنية، متسلحاً بالقاعدةِ الميثاقية، مع التفاتِه لدوره الوطني وحراجةِ الموقفِ السياسي..
لم يُفلح الرَتقُ بعدُ اِن امعنَ البعضُ بفَتقِ كلِّ مقترحاتِ الحلول، وتعمّدَ حشرَ التيارِ الوطني الحر مجددا، فيما هُم على عادتهم، هاربينَ الى الامام، آخذينَ معهم البلادَ الى شفا الانهيارِ او الانفجار.. فباتَ اللعِبُ في ساحةٍ ضاقت الى حدِّ الاختناق.. وما على اللبنانيين سوى الانتظار.. وهم يشاهدون كلَ انواعِ الاشتباكِ السياسي والافلاس الاقتصادي، والعجزِ المؤسساتي لا سيما القضائي، والانهيارِ البيئي والضمورِ الانساني..
مشهدٌ لبناني، ضمنَ مشهدٍ اقليميٍ اكثرَ تعقيداً، اختلطت فيه الجبهات، وتداخلت فيه الوِجهات.. فيما الاخبارُ الوجيهةُ ما زالت للميدانِ السوري. فبعدَ قرعِ الجيشِ السوري والحلفاءِ جرسَ التقدمِ من تلةِ ام القرع جنوبَ غربِ حلب، تقدمٌ جديدٌ اليومَ الى داخلِ الكلياتِ العسكريةِ بدلالاتها الميدانيةِ وسطَ قصفٍ مدفعيٍ وصاروخيٍ يلاحقُ التكفيريين، ويشتتُ قواهُم.