نجت الحكومةُ اللبنانيةُ من مطبِ الخميس، وفعلٍ خبيثٍ دفعَ اليه البعضُ خلالَ الجلسة ، محاولاً تسعيرَ الازمة، فماذا بعد؟ ماذا ستُعِدُّ السلطةُ السياسيةُ لِتَلأَمَ جراحَها وتصوِّبَ مسارَها، وهي التي لامست شفا الجرُفِ الهار، الذي قد ينهارُ بالوطنِ واهلِه..
عُقدت الجلسةُ الحكوميةُ بلا ملفاتٍ حساسة، وحضرَ التيارُ الوطنيُ الحر بمطالبِه واِن غابَ وزراؤه.. فكانت جلسةً بلا قرارات، ضيَّقَت على مُسَعِّري الازمةِ بعضَ الخناق.. فاستُقْطِعَت مُهْلَةٌ جديدةٌ لعلَّها ترممُ الحكومةَ بعدما حاول تكسيرَها الكيدُ السياسي.. انتهت الجلسةُ باقلِّ الاضرارِ الممكنة، مع ضرورةِ ان تعيَ كلُ مكوناتِ الحكومةِ وتتنبهَ لمخاطرِ التهميشِ لمكونٍ اساسيٍ في البلاد، لا يمكنُ ان تنهضَ او تستقرَ الحياةُ السياسيةُ من دونِ مشاركتِه بحسبِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة..
في المنطقةِ وبحسبِ الحركةِ الامريكيةِ الكثيفةِ وما تحملُه من طروحاتٍ وتصريحات، فانها تعملُ على استنقاذِ حلفائِها من وحولِهم وضيقِ خياراتِهم.. فقبلَ ان يُكملَ جو بايدن مهمتَه التركية، جاءَ جون كيري لانقاذِ السعوديةِ من وحولِها التي رمتها بها عواصفُها الواهيةُ وتلك الخائبة. وللحدِّ من خسائرِها بهيبتِها العسكريةِ والسياسيةِ وسمعتِها الدولية.. طيَّبَ كيري للسعوديين الكلام، واوضحَ للعالمِ ببعضِ الكلام: يجبُ الحلُّ السريعُ للازمةِ اليمنية، والحوثيون جزءٌ من الحل..