كلَّ عامٍ وانتُم بخير، في عيدٍ اختارهُ اللهُ تجسيداً لِوَحدَةِ المسلمين، وعنواناً للتضحيةِ والفداءِ والسعيِ متبرِّئينَ من الضغائنِ والاحقادِ ومتواسينَ في بيتِ الله، لكن مَن نَصَبَ نفسَهُ ولياً على البيتِ وزوارِهِ لا يزالُ يمعنُ بضربِ كلِ الشعائرِ والشرائع، منكِّلاً ومضللاً ومحتكِراً الحجَ لمن يُريد، فيما لايزالُ أمسُهُ القريبُ ملطخاً بدماءِ الحجيجِ الذين قَضَوا في مأساةِ مِنى في مثلِ هذهِ الايام دونَ توضيحِ الاسبابِ الحقيقيةِ الى الان.. اما وعودُ التحقيقِ فلا زالت بلا نتائجَ ولا حسيبَ في عالمِنا الاسلامي ولا رقيب.
وفي المناسبةِ وقائِعُ تَرويها احداثٌ يَعيشُها عالمُنا العربي والاسلامي من اليمن الصامدِ الواقعِ تحتَ نيرانٍ سعوديةٍ اميركية، الى العراقِ الجريح.. فسوريا التي تترقبُ بَدءاً من هذا المساءِ مدى ثباتِ الهدنةِ التي نص عليها الاتفاقُ الروسي الأميركي بعدَ ارتباكِ الجماعاتِ المسلحةِ وتنَصُلِ بعضِها من ايِ التزامٍ به.. على أن داريا العائدةَ الى كَنَفِ الدولةِ السورية شَهِدَت اولَ صلاةٍ للعيدِ الحقيقيِ منذُ خَمسِ سنوات.. ومنها أكدَ الرئيسُ بشار الاسد المُضِيَ حتى استعادةِ كلِ اجزاءِ الدولة، وتوجَهَ الى قادةِ الغربِ المنزعجينَ من عودةِ درايا بالقول: للأسفِ أنتُمُ الحَزانى أما نحنُ فسعداء..
وفي العيد، حالُ العربِ يختصرُها غيابُهُم عن معركةِ الأخوينِ الاسيرينِ محمد ومحمود البلبول ورفيقِهِم مالك القاضي بمواجهةِ قراراتِ الاعتقالِ الصِهيونية، والتي لم تجد سبيلاً الى المزيدِ في ضغوطها سوى في منعِ والدَتَي الاسرى الثلاثةَ من زيارتِهِم.