جامع حتى المشهد الأخير، أحد الأنبل السياسيين صديق الفقراء والمساكين. ابن طرابلس وكل لبنان أنصفه اهله لحظة وداع. عاد عمر أفندي الى عاصمة الشمال في المشوار الاخير فأعادها فيحاء تتسع للجميع.
لكرامته انتفض محبوه وبمزاياه الكريمة اعترف مخاصموه. على خسارتها به ربحت طرابلس اليوم فالاعتدال سمتها ومزايا عمر كرامي تمثلها. دخلتها الدولة بسياسييها وأمنييها وكل ألوان طيفها الوطني. سمعت صوت ابنائها الباكين على أحد كبارهم كما لم تسمعهم يوماً بكوا من شدة معاناتهم.
رافق الجمع عمر كرامي في جولته الأخيرة مخترقاً متاريس طرابلس السياسية والأمنية ومن وحي النهج الكرامي كان الكلام. لا يجتمع الفكر مع الإلغاء، ولا السماح مع الارهاب ولا العيش المشترك مع رفض الآخر كما قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
ودّعت الجمهورية احدى قاماتها الوطنية على أمل ان لا تودع معه مزاياه في وقت احوج ما تكون فيه الى القرار الهادئ والحوار الصادق في زمن التحديات وضبابية الرؤيا في الوطن والجوار.