انتهت معركة طرابلس، لكن الحرب مستمرة، فالحرب لا تنتهي بهروب منصور والمولوي من المربع وعودتهما تسللاً الى دائرة الارهاب. والسجال الدامي مع التكفير لا يقتصر على حي هنا أو وكر هناك، بل يتوسع جغرافياً على مساحة الوطن وحدوده وما بعد حدوده، ويمتد فكريا وتاريخيا لمئتي عام هي عمر هذا الشر الأسود الذي ابتُلي به الإسلام والمسلمون والمنطقة بأكملها.
في الميدان، أثبت الجيش اللبناني أن سيفه قادر على الحسم، فانطلق أصحاب البذلات المرقّطة شمالاً وجنوباً بحثاً على الإرهابيين وعادوا وفي حوزتهم عشرات المطلوبين، والبحث جارٍ عن آخرين فارّين، فيما يبقى الحذر واجباً من مصالح آنية ولفلفات سياسية قد تتسلل على حساب تضحيات الجيش ومواطني طرابلس الآمنين الذين تقدّموا على كثير من السياسيين وتفهّموا بوطنية عالية عملية الجيش الجراحية على قاعدة وجع ساعة ولا كل ساعة.
والحذر أكثر من واجب من خلايا القتل النائمة التي دفعتها ضربة الجيش نحو جحورها وهي موجودة في جوار طرابلس كما أكد النائب العماد ميشال عون الذي زار دار الفتوى على نية الوحدة الوطنية، ثم انتقل الى عين التينة للتشاور في أبرز الملفات السياسية، تشاور يتجاوز التمديد الواقع حُكماً الى عناوين أخرى في مقدّمها الهم الأمني، وفي درجة أقل الملف الرئاسي.