مسارُ التهدئةِ في سوريا يأخذُ طريقَهُ نحوَ ارتسامِ صورةٍ تختلطُ فيها تفاصيلُ الانتصار بوقائعِ الهزيمة.. فالشعبُ الذي قارعَ مع قيادتهِ والحلفاءِ ما يقرُبُ من ستِّ سنوات، أكبرَ حملةٍ ارهابيةٍ عالميةٍ قادتها دولٌ وحكومات، ها هوَ يقرعُ من انتصارِ حلب جرسَ الإنذارِ الاخيرِ لمن جاءوا من جهاتِ الارضِ الأربع، بكلِ ما بُنيَ في أذهانِهِم من جرائمَ ومشاريع، كلُ ما فيها فصولٌ من كتابِ إرهابٍ متنقلٍ تحتَ مسمياتٍ تَشربُ كلُّها من بئرٍ مسمومةٍ واحدةٍ ليسَ الصهاينةُ ببعيدينَ عنها، وهم الذين أرعبَتهُم هدنةُ سوريا بقدْرِ ما يُرعِبُهُم خطرُ حزبِ اللِه الدائم..
أما حلبُ فقد فتحت اليومَ مدارِسَها مجدداً وقُرعَ جرسُ الدرسِ الأولِ من حيِ هنانو في الطريقِ نحوَ انتهاءِ كلِ مظاهرِ الحربِ كما أكدَ الرئيسُ السوري بشار الاسد..
في لبنان، انتهت كلُ المقدِماتِ لانطلاقِ العهدِ فيما تزدَحِمُ العناوينُ والملفاتُ على طاولةِ الحكومة، وأولُها في الانتظارِ قانونُ الانتخابِ الموعودِ الذي ما زالَ في حالِ طيرانٍ متواصلٍ الى أن يحُطَ رحالَهُ على برٍ مستقرٍ ويفتَحَ أمامَ الجميعِ باباً للانضمامِ الى مسارٍ سياسيٍ جديدٍ بنسبيةٍ كاملةٍ وليسَ استنساباً يَحرِمُ أحداً من حقوقهِ الوطنية.. ومعهُ إقرارُ الموازنةِ العامةِ التي غابت عن سجلاتِ الحكوماتِ منذُ أحدَ عشرَ عاماً بما فيها من قَطعٍ للحسابِ الذي أفلتَت منهُ ملياراتٌ لم تقبلِ التدويرَ ولا الذوبانَ بالرغمِ من كلِ الفسادِ الذي أصابَ البلدَ وما يزال..