بغداد تلتهب، اسطنبول تنزف وبيروت تنتحب، وحتى الصومال لم تسلم.
هو الارهاب بسكينه المزروعة في خاصرة الأمة، لم يسلم منه حتى شاحذوه، ولم تعد تقي منه قربى أو مهادنة.
وحوش مسعورة لم تحيد مساجد ولا مشفى، كما في بغداد. ولا مطاعم ولا ملهى، كما في اسطنبول. فمن يقرع الطبول لكي يعي الجميع الخطر المحدق بالبشرية، المجرد من كل انسانية؟.
ليس رقصا على الدماء، لكن ألم يعد من المعيب الحديث عن مبررات، وعما سميت حينا بالثورة وأحيانا بالجهاد؟. أليس الشيخ الصميدعي مفتي أهل السنة والجماعة في العراق هو أحد المستهدفين اليوم في بغداد؟. ألم يحن الوقت بعد ليسلم الجميع بأن الارهاب هو الارهاب وإن تعددت المسميات؟.
لبنان الذي عانى من الارهاب، مشفوع اليوم بجميل المعادلات، التي شتمها حاقدون، واستخف بها مكابرون. معادلة قوامها جيش ومقاومون ضحوا لكي لا يقدم أهلهم أضاحي بسكين الارهاب، وما ناموا لكي لا تنغص في بلادهم الأعياد، ولولا حادثة اسطنبول لسلم الوطن وأهله في زمن أرقه الارهاب ومشغلوه.
أما فلسطين التي لم يرهقها الارهاب الصهيوني، فتقف اليوم إجلالا لأحد أعلامها المنفيين، لجثمان المطران كبوتشي التي منعت من ضمه في ترابها بأمر من الاحتلال، فكانت وصيته أرض المقاومة، إن لم تكن فلسطين فبيروت أو حلب، وديعة حتى العودة إلى القدس الشريف، ولو رفاة، مع الرجال الفاتحين.