مدفوعةً بكلِّ مشاكلِها الداخليةِ واخفاقاتِها الخارجية ، طَرَقَت تركيا بابَ بغدادَ طالبةً الوُدَّ مجدداً على قاعدة أن تأتيَ متأخراً خيرٌ من لا تأتيَ أبدا. بن علي يلدريم كانَ مهَّدَ لزيارته الى العاصمةِ العراقيةِ بالتأكيدِ أنَ أمنَ تركيا من استقرارِ العراقِ وسوريا، والمحَ اليومَ على انَ الدافعَ وراءَ اعادةِ تطبيعِ العلاقاتِ ابعدُ من ذلك. فالمِحفظةُ التركيةُ تفتقدُ الكثيرَ من العملةِ الصعبةِ العراقية. فحجمُ التبادلِ التجاري بينَ البلدينِ انخفضَ من خمسةَ عشرَ مليارَ دولارٍ الى اقلَّ من النصفِ بسببِ سياسةِ رجب طيب أردوغان تجاهَ الجارةِ النفطية.
تركيا توافقُ على الانسحابِ من الاراضي العراقية، وتوافقٌ بينَ الطرفينِ على ضرورةِ محاربةِ الارهاب. الارهابُ الذي اكتوت بناره تركيا داخلَ اراضيها ضربَ مجدداً على حدودها. أكثرُ من مئةٍ وخمسينَ بينَ قتيلٍ وجريحٍ جلُهم ممّا يُسمى حركةَ احرارِ الشام في تفجيرِ صهريجٍ مفخخٍ في مدينةِ اعزاز السورية الحدودية في آخرِ فصولِ تصفيةِ الحساباتِ بينَ الجماعاتِ الارهابية.
لغةُ الاستعدادِ للتعاونِ وأكثرَ حضرت خلالَ زيارةِ رئيسِ لجنةِ الامن القومي والسياسةِ الخارجية في مجلسِ الشورى الإيراني الى لبنان ، الزائرُ أكدَ على سياسةِ مدِّ العونِ الى لبنانَ الماضي قُدُماً في تفعيلِ عملِ مؤسساتِه . والجديدُ دعوةُ الرئيسِ ميشال عون مجلسَ النوابِ الى عَقدٍ استثنائيٍ وعلى رأسِ جدولِ الاعمالِ قانونُ الانتخابِ والميزانية.