أهم من الإنجاز حمايته، وهذا ما يقوم به الجيش، يركّز استخباراته في الأحياء شمالاً وجنوباً بحثا عن متورطين متوارين، ويرسل مغاويره الى السهول والتلال لاقتفاء آثار الارهابيين بعدما أتت المداهمات أُكُلها عشرات الموقوفين.
إنجازات الميدان عاينها قائد الجيش، عزّى بالشهداء، اطلع على الإجراءات وأعطى التوجيهات بالحذر واليقظة لأن خلايا الإرهاب نامت ولم تمت، وهي على تواصل في أكثر من منطقة. هذا التواصل كان قائماً خلال المعركة الأخيرة وفق مصادر أمنية.
جاءت ضربة الجيش الاستباقية في صيدا لتجهض ساعة الصفر التي حددتها خلايا الجنوب لتخفيف الضغط على خلايا الشمال.
ضغط أهالي العسكريين متواصل على الحكومة التي أقرت أموال الموظفين والتعويضات على المتضريين من معركة طرابلس من دون الاعلان طبعاً عن اي جديد بخصوص العسكريين المختطفين.
الجديد علمته المنار من مصادر مطلعة وفيه أن الموفد القطري ذهب الى الجرود بهدف رئيس وهو إحضار مطالب للخاطفين على ورقتين، واحدة لداعش وأخرى للنصرة.
ويبقى الصبر قدَراً للأهالي لأن المعركة طويلة مع قوى الظلام، والأخيرة لا تملك ما تخسره لأن كل مكاسبها مبنية على إفقاد الخصم أمنه واستقراره.
هذا المنطق يفرض أن ينتهي زمن الإفلات من العقاب الوطني بحق المتاجرين بدم الناس ودينهم.
تجارة الدم والدين لا تقتصر على نائب متطرف أو خطيب متشيّخ أو زعيم حي، فها هي لعبة الأمم تحوّل عين العرب السورية الى بازار لتجارة الأطماع والأوهام، يقف على مدخله جنود السلطان يفحصون دم المحاربين الكرد لتأكيد خُلوّها من حمى الكردستاني الذي تخشاه أنقرة وتفضّل عليه ايبولا الدواعش.
وبعيداً عن عين العرب وعن قلوبهم الميتة، لا يهدأ نبض الضفة ويتحوّل دمها رصاصات في صدر التطرف الصهيوني. من حي اسمه الثوري خرج شاب فلسطيني ومعه بضع رصاصات كانت كافية لتصيب عدو المسجد الأقصى في صدره من مسافة صفر. لم ترتجف يد الشاب المقدسي، فهي تعرف عدوها الذي لم تغيّره الفتن.