قالت المقاومةُ الأمرُ لي .. فغرِقَ الإسرائيليُ في مستنقعِ التبريرِ لصدمةِ مزارعِ شبعا المحتلة.
فقدَ الحيلةَ في الإقرارِ بأنَّ زمنَ البلطجةِ في برٍ مستباحٍ قد انقضى، منذُ ما قبلَ شبعا، وما بعدَ بعدَ شبعا.
لن يجرؤَ على استعادةِ لحظاتِه.. فالتاريخُ معَ المقاومةِ يعيدُ نفسَه، هزيمةٌ مذلةٌ للمحتلِ ونصرٌ مؤزرٌ لاهلِها وناسِها والوطن.
تخطت جريمةُ القنيطرة الخطَ الأحمرَ لما سبقَها، فجاءت عمليةُ المزارعِ لتَدمغَ بالشمعِ الأحمرِ انتهاكاتِ الاستباحة.
اليومَ ليسَ كالأمس، فهذهِ المنطقةُ التي يحتلُها الاسرائيليُ منذُ ستةِ عقودٍ ونيفٍ دخيلاً ومعتدياً، مشحوناً بكلِّ آلةِ الحربِ والقوة، لم تَعُد ورقةً رابحةً في صندوقِ الانتخابات، يستخدمها متى شاء اقتراعاً بدمِنا وأمنِنا.
جاءت عمليةُ شبعا لتفتحَ فصلاً جديداً مَجيداً في سِِجِلِّ الامة، عنوانُه الاهمُ اعادةُ الاعتبارِ الاول لِبُوصَلةِ الصراعِ معَ العدوِ الصهيوني.
بعدَ عمليةِ شبعا، على الصهاينةِ أن يَعلموا أن لبنانَ وفلسطينَ ودولَ محورِ المقاومةِ هي أوراقٌ خاسرةٌ حتماً في سيناريوهاتِ السياسةِ والحرب.
ولأن الأصلَ في محاربةِ الصهاينةِ الغاصبين، فإنَ الدروعَ البشريةَ التي أقامَها المسلحونَ بأنفسِهم لحمايةِ الاحتلالِ والاحتماءِ بهِ عندَ تُخومِ الجولان، سرعانَ ما فقَدَت دورَها فعادت وِجهةُ الصراعِ الى الأصيلِ بدلَ الوكيل.. فالجماعاتُ المسلحةُ في سوريا ما كانت يوماً لتقارعَ عدوَ الأمةِ وتوجِّهَ بأسَها نحوَه.
وبعد.. فإنَّ ردَّ المقاومةِ في مزارعِ شبعا المحتلة قد أعادَ خلطَ الاوراقِ والحساب، وغداً فصلُ الخطابِ معَ السيد الامين العام في ترسيخ ِ حروفِ المعادلةِ التي لا يملكُ العدوُ تحديدَ معالمِها ولا رسمَ ملامحِها.
أما ما بقيَ له، فهو أن يمحِّصَ ويبحثَ ويدرسَ قدرةَ المقاومةِ في اختيارِ الهدفِ بكمِه ونوعِه وتوقيتِه والنتائج، وله أن يستخلصَ العبَر.. وهزائمُه تشهد.