تقلّصت المساحاتُ أمامَ ارهابيي الزبداني حتى كادت أن تتلاشى. فخطةُ القضمِ التدريجي للجيش والسوري والمجاهدين أوشكت أن تُنجز. ثلاثةُ كليومتراتٍ مجملُ المساحةِ التي تتحركُ فيها المجموعاتُ التكفيريةُ بعدَ أن كانت تزيدُ عن خمسةٍ وعشرينَ كيلومتراً في بدايةِ المعركة.
الجيشُ السوريُ ومجاهدو المقاومةِ يُحكمونَ السيطرةَ بالكاملِ على حيِّ الحكمة المتصلِ بشارعِ الجرجانية مكبدينَ الجماعاتِ الارهابيةَ اعداداً كبيرةً من القتلى والجرحى. خسِر الارهابيون معاقلَهم تحتَ أقدامِ المجاهدينَ فضاقت خِياراتُهم: فإمّا الاستسلامُ أو القتل.
تحريرُ الزبداني من الجماعاتِ الارهابيةِ باتَ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى، فمن يُحرِّرُ أكثرَ من مئةٍ وخمسينَ كيلومتراً مربعاً من أرضِ رأسِ بعلبك اللبنانية؟ صرخةٌ أطلقَها اهالي البلدةِ الصامدةِ الى الدولة ليُذكِّروا الجميعَ قادةً ومؤسساتٍ بأنهم جزءٌ لا يتجزأُ من الوطنِ. لكنْ، من يمنعُ الجيشَ سياجَ الوطنِ من القيامِ بمسؤولياتِه باستعادةِ أرضٍ لبنانيةٍ؟
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائبُ محمد رعد يؤكدُ أنَ جيشَنا قويٌ وشجاعٌ، لكنَّ كلَّ ما يحتاجُه من سلطتِنا أن تَبنِيَ قرارَها الوطنيَ بيدِها، وأن تمنحَه حريةَ التحركِ من أجلِ الدفاعِ عن الشعبِ والوطن.