مقاوم حتى الرمق الاخير هو الاسيرُ الفلسطيني محمد علان، استيقظ من غيبوبتِه فامهل الاحتلالَ أربعاً وعشرينَ ساعةً لحلِّ قضيتِه. أكثرُ من شهرينِ أمضاهما مُضرباً عن الطعامِ، لم تَهِن عزيمتُه في طلبِ فكِّ أسرِه طارحاً شعارَ الموت أو الحرية.
في لبنانَ من يوقظُ الحكومةَ من الغيبوبة؟ لتطرحَ شعارَ حكومةٍ منتجةٍ في خدمةِ الشعب. لا جلسةٌ هذا الاسبوعَ حتى الانَ والملفاتُ العالقةُ تتراكم ، أرفَعُها جبالُ النفاياتِ التي تكادُ تقفلُ مرفأَ بيروتَ وتلوثُ أنهارَ لبنانَ وغاباتِه . نفاياتُ لبنانَ لا تجدُ سبيلاً للطمرِ وتهددُ بكارثةٍ بيئية ، فيما كلُّ الفضائحِ والسرقاتِ مصيرُها الطمرُ في لبنان، فهل ينسحبُ ذلك على التحقيقاتِ الجاريةِ معَ الارهابي أحمد الاسير؟
الاسيرُ كشفَ عن أسماءٍ لبنانيةٍ وغيرِ لبنانيةٍ أمدَّتهُ بالمال ، وجِهاتٍ أشرفت على تحريضِه السياسي والمذهبي، أموالٌ وتسهيلاتٌ لوجستيةٌ استمرت بعدَ معركةِ عبرا ومكنتهُ من الاختفاءِ لمدةِ سنتين.
ما اعترفَ به الاسيرُ وفقَ مصدرٍ أمنيٍ خطيرٌ جدا ، لكنَ الاخطرَ ما تمَ تسجيلُه من تدخلاتٍ وضغوطاتٍ سياسيةٍ لمنعِ ملاحقةِ ومحاسبةِ من مَوَّلَ وآوَى الارهابيَ الاسير. فهل يخضعُ القضاءُ لابتزازِ اهلِ السياسة، ام يَحزِمُ امرَه هذه المرة..