حكايةُ النفاياتِ لم تنتهِ بعد، وفصولُ الحَراكِ السياسي حولَها تتواصلُ مؤتمراتٍ وخطاباتٍ وصفقات، بموازاةِ الحَراكِ الشعبي المتنقلِ والمتعددِ الأشكال.
النفاياتُ المنتشرةُ على إمتدادِ الوطن أيقظَت الجميعَ الى هول الواقع المُزري الذي أصابَ البلدَ شارعاً ومؤسسات.
قطَّعتِ النفاياتُ المتراكمةُ اوصالَ العديدِ من الشوارع، وحجبَت الرؤية عن المارةِ والناظرين، واقتحمت روائحُها والدخانُ المنبعثُ منها المنازلَ دونَ استئذان، بفعلِ فشلٍ حكومي تراكَمَ على مَرّ السنواتِ المدِيدةِ الماضية.
اللبنانيون يَضرِبونَ كفَّاً بكفّ، وحالُهُم لا تَسُرُّ الا العدوّ، أما بعضُ الساسةِ فمشغولٌ بأرقامِ مناقصاتٍ ومزايداتٍ لا تخلو من صراعاتٍ وتصفيةِ حسابات.
محاولاتُ تصفيةٍ من نوعٍ آخرَ يتعرضُ لها التيارُ الوطني الحر من قبلِ بعضِ المستأثرينَ بالحكم، ما دفعَ جنرالَ الرابية الى ضربِ موعدٍ جديدٍ مع حَراكٍ شعبيٍ، بعدَ طرحِهِ خُططاً علاجيةً لمشاكلَ سبَبُها الاولُ الفساد، كما يؤكدُ العماد عون.
وفي بيروتَ ظلت ساحتا رياض الصلح والشهداء مسرحاً لتحركاتٍ شعبيةٍ ستبلُغُ ذِروَتَها عصرَ غدٍ السبت وَفقَ ما يقولُ منظموها الذينَ طرَقوا اليومَ ابوابَ وِزارةِ الداخلية، مطالبينَ بمحاسبةِ المعتدينَ على المتظاهرين، أما المسؤولونَ فَنَفَضوا ايديَهم، وأضحَوْا ابرياءَ من الارتكاباتِ بحقِ المحتجين.
وعلى المقلبِ الاخر من المتوسط، مآسي المهاجرينَ بحراً مستمرةٌ وضحاياها بالمئات، وسطَ خشيةٍ اوروبيةٍ من التأثيراتِ السلبيةِ لأزمةٍ احدُ ابرز اسبابها سياساتُ بعضِ بلدانِ القارة العجوز ممن ساهمَت بتسعيرِ الفوضى في بلدانِ الشرقِ الاوسط..