وكأن لبنانَ لم يكن ينقصهُ سوى عواصفِ الرمال.. فمعَ عواصفِ السياسة والامن والنفاياتِ التي حجبَت الرؤيةَ عن اللبنانيين، عاصفةٌ رمليةٌ اطلت منَ الشمال، خفَّضَتِ الرؤيةَ الى حدودِ الانعدام. خنقتِ الانفاسَ وتمددت نحوَ البقاع، قبلَ ان تصلَ الى قرى العرقوبِ في الجَنوب..
عاصفةٌ عابرةٌ للمناطق كما باتَت سائر الازمات، لكنَ الاملَ ومَهما كانَت نتائجُها انَها عاصفةٌ لايام، فيما بَعضُ عواصفِ لبنانَ عصيةٌ على الايام. والاصعبُ اَلاّ رؤيةَ واضحةً تُنهي اياً منها، بما فيها النفايات، ليبقى الاختراقَ الوحيدَ الى الآن مشروعُ الرئيس نبيه بري للحوار..
مشروعٌ من نوعٍ آخرَ اطلقهُ الرئيسُ الفرنسي فرانسوا اولاند للبنان، يحملُ بينَ طياتهِ الكثيرَ من الاسئلة عما يُحَضَّرُ وراءَ البحار.. الرئيسُ الذي باتَ يَجني ونظراؤهُ الاوربيونَ بعضاً مما زرعتهُ ايديهِم في سوريا عبرَ موجاتِ المهاجرين، قررَ زيارةَ لبنانَ وفي يدهِ مشروعٌ ليس لحلِ الازماتِ السياسيةِ من رئاسيةٍ وحكوميةٍ وبرلمانية، ولا لحلِ قَضيةِ النُفايات، وانما سيزورُ لبنانَ باولوية الذَهابِ الى مخيماتِ اللاجئينَ السوريينَ كما قال، ليساعِدَهُم على التمكنِ من البقاءِ حيثُ هُم، قريبينَ من المكانِ الذي كانوا يعيشونَ فيه. فايُ مشروعٍ يُحَضَّرُ للبنان؟